استأنف وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الكويت الثلاثاء الاجتماع التكميلي المغلق لمناقشة البيان الختامي للقمة الخليجية التي تستضيفها العاصمة الكويتية اليوم الثلاثاء وعلى مدار يومين الامر الذي يؤشر لخلافات لم تحل.
ويؤشر استئناف الاجتماع التكميلي الذي بدأ مساء الاثنين إلى عدم اتفاق وزراء خارجية
دول الخليج حتى الآن على مشروع البيان الختامي للقمة المفترض رفعه إلى قادة الخليج في قمتهم التي ستعقد بعد ساعات.
ولم يتم معرفة بعد ما إذا كانت هناك خلافات حول بنود بيان القمة الذي استبقها وزير خارجية
عمان يوسف بن علوي المشارك في الاجتماع اليوم بإعلان معارضة بلاده لدعوة
السعودية إلى تحول دول الخليج من مرحلة "التعاون" إلى "الاتحاد".
وقالت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية أن وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ترأس اليوم جلسة العمل المغلقة الثانية لمناقشة مشروعات القرارات ومشروع البيان الختامي التي سترفع إلى قادة دول المجلس.
ويحضر الاجتماع وزراء خارجية كل من البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة والسعودية الامير سعود الفيصل وقطر خالد العطية والوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبد الله ووزير الدولة لشؤون الخارجية في الامارات أنور محمد قرقاش.
وتبدأ الثلاثاء القمة الرابعة والثلاثين للدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي في الكويت ويبحث القادة خلالها العديد من الملفات وعلى رأسها الوضع في المنطقة وسبل تعزيز التفاهم الإقليمي في المجالات المختلفة وذلك في ظل ظروف بالغة الأهمية.
وتأتي أهمية القمة هذه لبلورة رؤية خليجية موحدة بشأن العديد من القضايا بهدف ترتيب المربع الخليجي ثم الانتقال الى المربع العربي
واشارت مصادر الى وزراء الخارجية الخليجيين تمكنوا الاثنين من تجاوز المسائل الخلافية والاتفاق على مشاريع القرارات والتوصيات التي ستعرض مساء اليوم على القادة.
ومن أبرز الموضوعات التي ستطرح للنقاش الاتحاد الجمركي والعملة الموحدة والتبادل التجاري والأمن ومكافحة ما يسمى الإرهاب وحقوق الإنسان ومشروع سكة الحديد والبيئة والتعليم والصحة.
عمان ترفض مواجهة ايران
وكانت سلطنة عمان قد أعلنت رسمياً معارضتها للاتحاد الخليجي وعبرت عن استعدادها للانسحاب من مجلس التعاون الخليجي اذا تم انشاء اتحاد بين الدول الخليجية الست.
وقال وزير الشؤون الخارجية يوسف بن علوي خلال منتدى الأمن الأقليمي في المنامة إن المجلس الخليجي فشل في بناء منظومة اقتصادية حقيقية مشددا على أن بلاده لا تؤيد الاتحاد.
وأضاف بن علوي "موقفنا ايجابي وليس سلبيا. فنحن ضد الاتحاد لكننا لن نمنعه وإذا قررت دول المجلس الأخرى اقامة هذا الاتحاد فسننسحب ببساطة" على حد قوله.
وأضاف ندعو إلى النأي بالمنطقة عن الصراعات الدولية.
وردا على الموقف العماني المفاجئ قال الرئيس السابق للمخابرات السعودية الامير تركي الفيصل خلال المؤتمر نفسه في المنامة "لعمان كل الحق في التعبير عن رايها ولكن ذلك لن يحول دون قيام الاتحاد لان مواطني المنطقة يريدون الاتحاد" مضيفا "الاتحاد لا محال منه ويعود لهم ان يقرروا ما اذا كانوا يريدون ان ينضموا الان او لاحقا".
وفي هذا السياق قال المحلل السياسي الاماراتي عبدالخالق عبدالله "ان عمان لا تريد ان تكون جزءا من اي خطوة يمكن ان ينظر اليها على انها موجهة ضد ايران".
وتتمتع السلطنة بعلاقات جيدة تاريخيا مع ايران وهي الدولة الخليجية الوحيدة التي لم تقطع علاقاتها مع ايران في اسوأ مراحل العلاقات الخليجية الايرانية.
وقد جددت السعودية تأكيدها أن انتقال مجلس التعاون من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد بات ضرورة ملحة تفرضها التغيرات الأمنية والسياسية والاقتصادية ولم يعد ترفا.
وعرضت الفكرة للمرة الأولى عام 2011 وساندتها البحرين لكنها لم تر النور بسبب تحفظات باقي الدول وأعلنت قطر والكويت مساندتهما للفكرة بعد عرضها مجددا.
ولا يبدو مجلس التعاون الخليجي بعد 32 عاما على انشائه في احسن حالاته مع تفاقم الانقسامات الداخلية بين اعضائه والازمة في العلاقات مع الحليف التاريخي واشنطن فضلا عن الارتباك ازاء ايران التي تعزز موقعها.
الاتحاد خطوة لمواجهة الانتكاسات
ومشروع
الاتحاد الخليجي الذي يبحثه قادة مجلس التعاون الثلاثاء والاربعاء في قمتهم في الكويت يهدف الى تحقيق خطوة نوعية مقابل الانتكاسات الكثيرة بحسب محللين الا انه بدوره قد يزيد من الشرخ مع تهديد سلطنة عمان بالانسحاب في حال اعلان الاتحاد.
وقال المحلل السياسي المقيم في باريس انطوان بصبوص مدير مرصد الدول العربية "مجلس التعاون الخليجي يعيش عدة ازمات داخلية وجيوسياسية من الانقسامات بين الدول الى الغضب السعودي الكبير ازاء السياسة الاميركية بعد تحالف استمر 68 عاما وصولا الى التفاوت في الموقف من ايران" بعد الاتفاق النووي مع الدول الكبرى.
وتؤكد مصادر سياسية ومحللون ان الشرخ السعودي القطري كبير في ملفي
مصر وسوريا.
وفي هذا السياق قال بصبوص ان "السعودية وقطر على طرفي نقيض في الملفين المصري والسوري" فيما "الامارات الى جانب السعودية".
ودعمت السعودية والامارات والكويت بقوة انقلاب الجيش المصري على الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي فيما تعد قطر داعمة للإخوان.
كما تدعم السعودية وقطر فصائل سورية معارضة مختلفة ومتناحرة احيانا.
واضطر امير الكويت لرعاية قمة سعودية قطرية كويتية الشهر الماضي في الرياض لتأمين الحد الادنى من الاجواء الملائمة لانعقاد القمة الخليجية في الكويت.