عبّرت 13 من كبرى المجموعات الإعلامية في العالم، في رسالة وجهتها إلى قادة المجموعات المقاتلة في
سورية، عن قلقها إزاء تزايد حالات
خطف الصحفيين في شمال سورية، مشيرة إلى أن أكثر من 30 صحفياً محتجزون الآن.
وقالت الرسالة التي نشرت على موقع "لجنة حماية الصحفيين"، إنه مع "الارتفاع المثير للقلق في عمليات خطف الصحفيين الذين يقومون بعملهم المكلفين به في المحافظات الشمالية، من مدينة حلب وإدلب والرقة كما في أماكن أخرى من سورية"، فإن هناك "عددا متزايدا من المؤسسات الإخبارية التي ترى أن دخول مراسليها ومصوريها إلى سورية لم يعد آمنا، وقررت العديد من هذه المؤسسات أن تحد من تغطيتها لأخبار الحرب".
ووقعت على الرسالة كل من: وكالة فرانس برس، وكالة أسوشيتد برس، وكالة رويترز، أتلانتك ميديا، صحيفة الإكونوميست، صحيفة الغارديان، صحيفة نيويورك تايمز، صحيفة التليغراف، صحيفة واشنطن بوست، بي بي سي، وكالة غيتي ايميجز (للصور)، صحيفة لوس انجلوس تايمز، صحيفة وول ستريت جورنال.
وأكدت المؤسسات الموقعة على الرسالة التزامها بأن "تؤمّن للعالم كله تغطية عادلة ومفصّلة لأحداث الحرب وتحركات القوى الموالية للثوار، وبأن تنقل له معاناة المدنيين في سورية". لكن الرسالة تابعت قائلة: "لا يمكن إذاعة هذه الأخبار ما لم يستطع الصحفيون السفر إلى سورية من دون الخوف من أن يقعوا ضحية عمليات الخطف التي ترتكبها العصابات أو المجموعات الإجرامية المرتبطة بالثوّار".
وأضافت: "طالما أنه من المباح لعمليات الخطف أن تستمر بلا هوادة، فلن يعد لدى الصحفيين الرغبة بقبول مهام داخل سورية، ولن يصبح باستطاعتهم ان يكونوا شاهدين على الأحداث التي تدور ضمن الحدود السورية".
وشددت الرسالة على أنه "من الضروري لقيادة المعارضة المسلحة أن تتكفل بضمان إمكانية الصحفيين على العمل في سورية، ونؤمّن لهم الحماية من مخاطر الخطف". كما طلبت المؤسسات الموقعة من هذه القيادة أن "تساعدنا في تحديد هوية هذه المجموعات التي تحتجز حاليا الصحفيين وأن تتخذ الخطوات اللازمة للإفراج عنهم".
وخلصت الرسالة إلى القول: "إن تدهور الوضع الأمني ضمن المناطق التي يسيطر عليها الثوّار يترك المجال مفتوحا لتعريض الصحفيين للخطف في المستقبل"، مضيفة: "نحن على يقين بأن كل منطقة تدور فيها حروب يتعرض فيها المراسلون لمخاطر كبيرة من إصابة واستشهاد، ونحن نتقبل هذه المخاطر. إلى أن خطر الاختطاف غير مقبول، وإن القيادة قادرة على الحد من هذه الخطر وإزالته".
من جهتها، وصفت لجنة حماية الصحفيين الرسالة بأنها "خطوة لم يسبق لها مثيل".
وسجلت اللجنة مقتل أكثر من 50 صحفيا محترفا في سورية منذ عام 2011، وقالت إن سبعة على الأقل اختطفوا في الشهرين الماضيين فقط. وهناك صحفي واحد على الأقل تم تعذيبه خلال احتجازه.
وقالت اللجنة إن "حرب العراق كانت أكثر الحروب دموية بالنسبة للصحفيين، ولكنها لم تصل إلى هذا العدد الكبير" من حالات القتل والخطف التي شهدتها سورية.
وكانت صحيفة "إل موندو" الإسبانية وعائلتا مراسل الصحيفة خافيير اسبينوزا والمصور المستقل ريكاردو غارسيا فيلانوفا قد أعلنت أنهما قد خطفا في 16 أيلول/ سبتمبر في سورية، على يد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) في محافظة الرقة.
كما أعلنت مراسلون بلا حدود ان الصحفي العراقي فيصل الجميلي قد اختطف وأعدم في إدلب هذا الشهر على يد "داعش" أيضا.
وتشهد حلب حملة كبيرة تستهدف الصحفيين والنشطاء الإعلاميين، حيث تعرض عدد منهم للخطف خلال الأسابيع الماضية، ما دفع العشرات للفرار إلى تركيا.