لم يجد الفنان والمنشد
المغربي رشيد غلام من وسيلة للاحتجاج على ما يراه حصارا فنيا مضروبا عليه؛ غير تكميم فمه بورق لاصق والوقوف للاحتجاج أمام البرلمان المغربي بالعاصمة الرباط، وذلك بحضور العديد من محبيه وزملائه في جماعة العدل والإحسان التي ينتمي إليها.
الوقفة التي جاءت مساء الثلاثاء، بالتزامن مع تخليد اليوم العالمي لحقوق الإنسان، كانت مناسبة لفت فيها غلام إلى ما اعتبره حرمانا من حقه في حرية التعبير وإحياء الحفلات في الفضاءات الفنية بالمغرب.
قال رشيد غلام في تصريح للصحافة، إن المنع الذي يطاله منذ سنين يشمل ظهوره على وسائل الإعلام الرسمية، إضافة إلى عدم السماح له بمزاولة أنشطته الفنية في الفضاءات وقاعات العرض والمسارح والاستوديوهات.
وذكر صاحب أغاني مشهورة مثل: "كن مع الله" وعلموني حب الرسول" و"يا دليل" أنه لم يتلق يوما منعا مكتوبا من طرف السلطات، وأن الأمر يتعلق بمضايقات وضغوط تفيد بتجنب حضوره في أكثر من مناسبة وفضاء ومنبر. وقال إن مبادراته لإحياء عروض فنية كانت تواجه "إما بالنسف في آخر لحظة أو يتم قطع الكهرباء عن صالة العرض أو تحاصر القاعة برجال الأمن ويتم إخراج الحاضرين"، مضيفا أن أشكال الحصار الأخرى تتمثل في منعه من السفر وسحب جوازه وإصدار وزارة الخارجية لمذكرة تمنعه من دخول عدد من الدول العربية.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قدم غلام أغنية "طالع" التي يتحدث فيها عن الفض الدموي لاعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة في مصر.
وقال الفنان الذي سبق له الغناء بـ"الأوبرا المصرية" إنه زاهد في القطاع الرسمي العمومي وإنه يريد فقط العمل وفق إمكانياته الخاصة. وتابع: "نحن كالماء الذي لا يمكن منعه لا بالسدود ولا الحدود وفي لأخير لا بد أن يجد له منفذا ليخرج منه"، وأكد أن رسالته الفنية وصلت إلى المغاربة من خارج المغرب رغم الحصار والتضييق المتواصل.
ويعيد
احتجاج رشيد غلام للواجهة قضية فنانين مغاربة آخرين ممنوعين من الإعلام العمومي ويمارس في حقهم الإقصاء من الإعلام العمومي وإحياء عدد من التظاهرات الفنية بسبب أفكارهم وآرائهم أو انتمائهم السياسي أو الفكري. ويحضر في هذا الصدد الكوميدي ذو الانتماء اليساري أحمد السنوسي المشهور باسم "بزيز" والمعروف بانتقاده للسلطة الحاكمة في المغرب. كما لا يخرج عن نفس إطار منع الفنان الساخر مسرور المراكشي المتشبع بروح السخرية وابن مدينة البهجة مراكش الحمراء الذي يهتم بالقضايا المغربية وقضايا أخرى مثل القضية الفلسطينية. في نفس المضمار نجد مغني "الراب" معاذ الحاقد، أحد نشطاء حركة 20 شباط/ فبراير التي ظهرت في تفاعل الشباب المغربي مع الربيع العربي. وفي نفس المنحى يبدو التضييق على مغني "الراب" ذي النزعة الإسلامية المعروف بالشيخ سار، إذا ما قورن هؤلاء بشباب آخرين يمارسون نفس النوع الغنائي.
يشار إلى أن السلطات المغربية تعتبر جماعة العدل والإحسان جماعة محظورة وغير مرخص لها، فيما تنفي الجماعة ذلك وتعتبر نفسها تعمل داخل الشرعية بمنطوق القوانين المغربية وحكم القضاء. ويفسر البعض الحصار الممارس على رشيد غلام بانتمائه لجماعة مناوئة للنظام الملكي القائم بالمغرب.