لا تنوي الرئاسة الأميركية إدخال أي تغيير هام في برنامج المراقبة المثير للجدل الذي تتولاه وكالة الأمن القومي الأميركية، بحسب الصحافة الأميركية، كما سيستمر مدير الوكالة في الإشراف على رصد الاتصالات والدفاع عن الفضاء الالكتروني.
وقرر البيت الابيض عدم تقسيم مهام وكالة الأمن القومي الاستخباراتية المكلفة من جهة برصد الاتصالات ومن جهة أخرى الدفاع عن الفضاء الالكتروني، بحسب ما أكدت الجمعة متحدثة باسم الرئاسة.
وكان التفكير في احتمال الفصل بين المهمتين إثر ما كشفه المستشار السابق في وكالة الأمن القومي إدوراد
سنودن بشأن مدى اتساع برامج المراقبة التي تتولاها الوكالة، وذلك مع تقاعد رئيسها الجنرال كيث الكسندر.
وقالت كايتلن هايدن المتحدثة باسم البيت الابيض في بيان "قررت الإدارة إبقاء الدمج بين منصبي مدير وكالة الأمن القومي ومدير قيادة الفضاء الالكتروني. وهذه القيادة المزدوجة تشكل المقاربة الأنجع لإنجاز مهام الوكالتين".
ويندرج هذا القرار في سياق التفكير في وسائل تحسين تأطير برامج المراقبة التابعة لوكالة الأمن القومي، من خلال إدخال مزيد من الشفافية مع الحفاظ على النجاعة.
ومن المقرر أن يتم تسليم نتائج الدراسة هذه إلى البيت الابيض بحلول الأحد، فيما ألمحت الصحافة الأميركية الجمعة إلى أن الرئاسة لا تنوي القيام بتغييرات كبيرة في التصور الحالي.
وأوردت نيويورك تايمز أن إحدى التوصيات تتمثل في نشر إجراءات حماية جديدة للحياة الخاصة للاجانب، أثناء تجميع محادثاتهم الهاتفية أو على الانترنت من قبل وكالة الأمن القومي.
ودعت توصية أخرى إلى أن يشرف البيت الأبيض مباشرة على لائحة القادة الأجانب الذين تتم مراقبة اتصالاتهم، وذلك بعد الفضيحة التي أثارها التنصت على الهاتف الجوال للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال من جانبها إن الدراسة أوصت بأن يحتفظ مزودو الخدمات الهاتفية بالمعطيات التي يتم جمعها من المراقبة المكثفة للمعطيات الهاتفية (مدة المكالمة ، الأرقام المطلوبة..)، بدلا من وكالة الامن القومي.
ورفضت هايدن التعليق معللة بأن الدراسة لم تسلم بعد للبيت الابيض.
ومن المتوقع أن لا ترضي الإجراءات التي كشفتها الصحف منظمات الدفاع عن الحريات الفردية؛ التي تعارض برامج المراقبة التي تتولاها الوكالة.
وقال الاتحاد الأميركي للدفاع عن الحريات المدنية في بيان "كل ما لا يضع حدا للمراقبة الواسعة دون شبهة (مسبقة) للأميركيين، ليس مقبولا" داعيا الكونغرس إلى التحرك.
وفي حين تتمثل مهمة وكالة الأمن القومي بالتجسس على الاتصالات التي يزداد اتساعها عبر الانترنت، فان قيادة الفضاء الالكتروني التي استحدثت في 2009 تتمثل مهمتها في حماية الشبكات العسكرية من الهجمات المعلوماتية والقيام بهذه الهجمات ايضا.