نقل موقع صحيفة "هآرتس"
الإسرائيلية، أن مسؤولين في
السلطة الفلسطينية قالوا، إن الإدارة الأمريكية تميل إلى صالح الموقف الاسرائيلي في المفاوضات السياسية، كتعويض عن الموقف الأمريكي في المفاوضات الجارية بين القوى العظمى الستة وإيران، وهو ما أدى إلى أزمة بين الدولتين.
وأضافت الصحيفة، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، نقلا عن مسؤول في السلطة الفلسطينية، أن اللقاءات التي أجراها وزير الخارجية الأمريكي جون
كيري مع الرئيس الفلسطيني محمود
عباس والفريق الفلسطيني المفاوض، شابتها خلافات الرأي بين الطرفين وكانت الأجواء صعبة.
وأضاف المسؤول، أنه إضافة إلى الترتيبات الأمنية التي اقترحها الأمريكيون، والتي تعد بتواجد إسرائيلي في غور الأردن لعشر سنوات، فقد طرحت في المحادثات أيضا مسألة الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، بناء على طلب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
ونقلت هآرتس تصريحات لمسؤولين في السلطة الفلسطينية، تحدثوا عن موافقة الولايات المتحدة على المطلب الإسرائيلي في هذا الشأن، وقالوا إن الأمريكيين يمارسون ضغطا على الطرف الفلسطيني لقبول هذا الموقف وإدراج الاعتراف في إطار الاتفاق الذي يبلوره كيري، والذي يعتزم عرضه في الأسابيع القريبة القادمة.
وأضافت الصحيفة أنه برأي الأمريكيين، هذا اقتراح مشروع، ولكن الرد الفلسطيني كان واضحا أيضا – لأنه لا يمكن الموافقة على اقتراحات تتضمن خرقا فظا للمبادئ الوطنية الفلسطينية.
ولفتت إلى أن مسؤولا فلسطينيا قال: "تصور أن تطلب الولايات المتحدة بالاعتراف بها كدولة للمسيحيين البيض، فأي رد سيكون على هذا في العالم؟".
وعلمت "هآرتس" أن الطواقم الفلسطينية التي تعنى بالمفاوضات وبالإعلان جاهزة طوال الوقت لليوم التالي للمحادثات، انطلاقا من مقولة أن "المحادثات ستنتهي بلا نتائج عملية من ناحيتهم، باستثناء تحرير السجناء القدامى".
ولفتت إلى أن عباس طلب بداية الأسبوع، اجتماعا عاجلا للجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، وأغلب الظن أن هذا الاجتماع سيعقد مع نهاية الشهر أو بداية الشهر القادم.
وأوضحت "هآرتس" أن الفلسطينيبن دائمو التذمر والانشغال بمسألة التواجد العسكري في غور الأردن، كمسألة منفصلة عن المسائل الستة الجوهرية التي تحددت في اتفاق
أوسلو.
و"يزعم الفلسطينيون"، بحسب الصحيفة، أن المحادثات التي جرت بين إسرائيل والسلطة منذ أوسلو، كانت تبحث مسألة غور الأردن في إطار مسألة الترتيبات الأمنية، ولكن في المحادثات التي بدأت قبل نحو أربعة أشهر طرحت إسرائيل هذه المسألة منفصلة عن الموضوع الأمني.
واستشهدت الصحيفة بقول مسؤول فلسطيني، أشار إلى أن "حكومة إسرائيل تفعل كل شيء كي تطيل المفاوضات، بإضافة المزيد فالمزيد من البنود، بهدف خلق تسويف وإدخال المسيرة في مسار مركب ومعقد لا يؤدي إلى نتيجة عملية".
وأضافت أن الفلسطينيين يرون أن الأمور ترتبط بالرأي السائد في أوساط الفلسطينيين في الأسابيع الأخيرة، "أن كيري تبنى الموقف الإسرائيلي ولا يعمل كوسيط حيادي".