على
بسطة متنقلة يحمل مراهق علب مناديل ورقية على لوح خشبي متهالك لبيعها في أحد الأسواق الشعبية في العاصمة
الاردنية عمان يتجمع حوله عدد من الاشخاص لشراء أمر آخر غير المناديل التي تظهر على البسطة المتواضعة .
سمير هو الاسم المستعار الذي اختاره الفتى لإخفاء هويته الحقيقية خوفا من المساءلة، يخفي تحت بسطته عبوات لأقراص منشطة جنسيا لم تمر عبر العيون الرقابية على هذه الأدوية ويبيعها بأسعار أقل من أسعار الأدوية الجنسية المنشطة التي تباع في الصيدليات .
يقول سمير إن كثيرا من زبائنه يثقون في النوع الذي يبيعه ويترددون عليه بشكل أسبوعي وبعضهم يطلب كميات منه ولدى السؤال عن مصدر هذه البضاعة "غير الشرعية" اكتفى سمير بالإشارة إلى أن موزعين للأدوية يقومون بتزويده بطلبه لبيعها في سوق شعبي بعمان.
وأوضح سمير أن الزبائن يقبلون على شراء هذه المنتجات منه لأسعارها الرخيصة التي تقل بشكل كبير عن سعر الأدوية الرسمية في الصيدليات وأضاف أن كثيرا من الزبائن يتجرأ على شراء هذه المواد من الخارج خوفا من الحرج لدى شرائها من الصيدليات.
محمد أبو هلالة صيدلاني من مدينة معان جنوب الأردن يقول إن تجارة
المنشطات الجنسية تنشط في منطقته بشكل كبير بسبب موقع المدينة الحدودي مع السعودية.
ويقول أبو هلالة أن كميات كبيرة من هذه المنشطات لا تعرف جهة تصنيعها تدخل الى المدينة عبر المهربين وباسعار تقل بشكل كبير عن اسعار مثيلاتها في الصيدليات مشيرا الى تعدد وسائل بيعها من خلال الباعة المتجولين في بعض الاسواق او من خلال مندوبي توزيع الادوية بشكل سري وفي نطاق ضيق لمعارفهم خوفا من المساءلة.
وأوضح أن كثيرا من أصناف المنشطات غير الشرعية لا يعطي نتائج كما يتوقع من يتناولها بل ان بعضها يعطي مفعولا منوما وربما ضارا بالصحة.
ولفت إلى أن أعراضا جانبية كثيرة تصيب من يستخدمها لأنها تؤخد دون وصفة طبية ودون معرفة الحالة المرضية للشخص الأمر الذي يمكن ان يتسبب في ازمة قلبية للبعض وربما الوفاة.
بدوره قال الباحث في الشؤون الاجتماعية والأسرية في قطاع غزة كمال السوافيري لعربي 21 أن الكثير من مشتري المنشطات الجنسية يلجأون لشراء هذه الاصناف خفية خوفا من الإنتقادات الاجتماعية.
واوضح السوافيري أن معرفة المحيطين بالشخص أنه يتعامل مع المنشطات الجنسية يعرضه لوضع اجتماعي يشعره بالحرج والخجل لارتباط المنشطات في اذهان الناس بنقص الرجولة كما يتصورون وبالتالي ينعكس سلبا على السلوك العام للشخص ويشعره بالنقص.
وأشار إلى أن كثيرا من الأزواج يخفون عن زوجاتهم خاصة مسألة تعاطيهم للمنشطات الجنسية خشية أن يشيع بين الناس ما يعانيه من
ضعف جنسي.
ولم يغفل السوافيري العامل المادي في التعامل مع المنشطات الجنسية غير الشرعية بسبب رخص اسعارها مقارنة مع الموجود في الصيدليات.