قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن التعيينات التي أعلن عنها العاهل
السعودية الملك عبدالله بمرسوم ملكي، تعتبر تحديا للجماعات المتشددة في المؤسسة الدينية.
وقالت إن "السعوديين القلقين من تأثير الشخصيات الدينية المحافظة احتفلوا بقرار الملك عبدالله تعيين شخصية حازمة لكي تتولى مسؤولية التربية والتعليم في بلاده، حيث لا تزال المدارس والجامعات تدرس رواية صارمة وغير متسامحة عن الدين".
ولاحظت الصحيفة ردة فعل الصحفيين على تعيين الأمير
خالد الفيصل وزيرا للتعليم بعدما كان حاكما لإمارة مكة، وتعيين الأمير
مشعل بن عبدالله حاكما عليها بدلا منه. وبتعيينه لابنه مشعل، فقد رفع
الملك عبد الله أحد أنجاله للمناصب العليا في الدولة، حيث امتلأ التويتر بالتعليقات حول هذه التعيينات.
وتقول الصحيفة إن مسارعة السعوديين للبحث عن معلومات جديدة حول التعيينات في وكالة الأنباء الرسمية أدت إلى ضغط شديد على الإنترنت، كما يحدث في العادة أثناء الإعلانات الكبيرة من القصر مما أدى الى زيادة اهتمام السعوديين العاديين بالخبر.
وتقول الصحيفة إن "عمل الأمير خالد كأمير لمنطقة مكة على مشاريع توسعة كبيرة (للحرم) ساعدت على بناء سمعته كإداري ناجح قادر على تنفيذ المشاريع. وينظر إليه مؤيدوه على أنه رجل جاد في الإصلاح، فيما ينظر إليه نقاده كليبرالي".
وتقول الصحيفة "يتوقع السعوديون منه أن يتصدى لتأثير تيار الصحوة الإسلامية السعودي، وهو التيار الذي لا يحظى باعتراف رسمي لكنه يمثل مجموعة من المحافظين الدينيين الذين يتبعون مزيجا من السلفية السعودية والإخوان المسلمين".
وكما يقول الباحث الفرنسي ستيفان لاكرو الذي يتابع حركة الصحوة منذ السبعينات من القرن الماضي، فإن هذه الحركة لها تأثير واضح على مدارس المملكة وجامعاتها". وحتى هذا اليوم، تقول الصحيفة، تنبه الأمهات أطفالهن لمواضيع في المقررات المدرسية تدعو لعدم مصادقة غير المسلمين. ويصف عدد من طلاب الجامعات جلسات النقاش التي تعقد في الفصول الدينية لانتقاد معتقدات الشيعة، فيما يصف طلاب تخرجوا من الجامعات جهود التجنيد التي تقوم بها جماعات الصحوة في حرم الجامعات".
وأشارت الصحيفة لأحاديث الأمير خالد لقناة تلفزيونية سعودية قال فيها إن الكتب المدرسية السعودية تم "تلقيحها بأفكار جهادية تدعو إلى العنف جاءت من الخارج". وقال إن المشكلة الأكبر هي المدرسون الذين ينشرون أيديولوجية التطرف سرا من خلال الكتب المدرسة والجامعية.
وتضيف الصحيفة "إن حكومة الملك عبدالله تحدثت عن جهودها لنزع العنف أو التطرف الأصولي من الكتب الدراسية، ويرى الكثيرون أن وزير التعليم السابق الأمير فيصل بن عبدالله لم يكن ناجحا كما توقع الكثيرون منه" في هذه المهمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن "عددا من الذين أيدوا التغيير حثوا الوزير الجديد عبر التويتر على تنظيف عقول الأطفال من الطائفية والتطرف".
ولكن ناصر العمر وهو أحد المحافظين في
التيار الديني عبر عن فزعه وقال في تغريدة له إن "فرح الليبراليين وقلق المتدينيين حول تعيين الوزير الجديد لا يشرف مؤمنا".
وتختم الـ "وول ستريت جورنال" تقريرها بالقول إن الملك عبدالله قد رفع ولدين من أولاده حتى الآن ووضعهم في مراكز رفيعة، فالأمير مشعل كان حاكما لولاية نجران حيث تعيش أقلية إسماعيلية فيها وحاول التخفيف من حدة التوتر الطائفي في الإمارة الذي أدى لعزل سلفه.
وعين الملك ابنه متعب، قائدا للحرس الوطني. وهناك ابن ثالث وهو عبد العزيز وقد عين نائبا لوزير الخارجية وآخر عينه نائبا لحاكم إمارة الرياض. ويرى محللون في هذه التعيينات محاولة لبناء تجربة وامتحان قدراتهم لتولي القيادة في المستقبل.