توالت ردود الأفعال العربية على إعلان الحكومة
المصرية المؤقتة جماعة
الإخوان المسلمين جماعة "إرهابية"، بين مستنكر لذلك ومستغرب، وبين مؤيد أو محايد أو متحفظ على إبداء رأيه، وكل له أسبابه واعتباراته وتوجهاته ومصالحه.
وفي هذا السياق، وصفت حركة "
النهضة" الإسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم في
تونس، قرار الحكومة المصرية اعتبار جماعة الإخوان المسلمين "إرهابية" بأنه "مؤسف"، معتبرة أنه "ليس في مصلحة مصر".
وقال الناطق الرسمي باسم الحركة زياد العذاري، للأناضول مساء الخميس: "تابعنا بكل أسف وقلق التطورات الأخيرة في مصر وخاصة تصنيف جماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا".
وأضاف العذاري: "نحن نعتبر أن الانزلاق الخطير الذي تعرفه مصر الشقيقة في قمع الحركات الشعبية السلمية وقوى الثورة والقوى الشبابية وقوى الإخوان، لن يزيد الأمور إلا تعقيدا وليس في مصلحة مصر
الشقيقة ولا أي طرف من الأطراف".
واعتبر المتحدث باسم النهضة أن ذلك يعود إلى ما سماه "التعامل الأمني مع القضايا السياسية وهو أمر خلنا أنه انقضى مع ثورة 25 يناير (كانون ثاني عام 2011)"، بحسب تعبيره.
وتابع العذاري القول: "نحن نأمل أن تعود لغة التعقل والرشد وأن يُستأنف المسار السياسي في أقرب وقت بما يسمح بإدماج كل القوى السياسية"، وأن تلغى "خيارات القمع والاستثناء للتوجه بالبلاد إلى تعزيز الدولة الديمقراطية المدنية وتكريس ثورة 25 يناير (كانون ثاني)".
وشدّد المتحدث باسم النهضة على أن "ما يعرفه هو أن حركة الإخوان المسلمين هي حركة مدنية سلمية لا تتبنى منهج العنف، وهو ما برهنت عليه طيلة عقود وهو ما يشهد لها به كل الدارسين
والمتابعين المنصفين".
وأعلنت الحكومة المصرية، الأربعاء، خلال مؤتمر صحفي، جماعة الإخوان المسلمين "جماعة إرهابية" وجميع أنشطتها "محظورة"، واتهمتها بتنفيذ التفجير الذي استهدف مبنى مديرية أمن الدقهلية،
شمالا، فجر الثلاثاء الماضي، وأسفر عن مقتل 16 شخصا.
وتقول اللجنة القانونية لجماعة الإخوان المسلمين إن "اعتبار الجماعة منظمة إرهابية باطل وهو والعدم سواء، لأنه لم يصدر أي أحكام قضائية نهائية بشأن الجماعة وقياداتها، وهذا التصنيف جاء بدون تحقيق وبدون أدلة".
موقف الأردن
وفي السياق نفسه، وعلى النقيض مما سبق، قال وزير الإعلام الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، الخميس، إن اعتبار القاهرة الإخوان المسلمين "إرهابية" هو "شأن داخلي".
وفي تصريح مقتضب للأناضول، أضاف المومني: "هذا شأن مصري داخلي لا نعلق عليه".
وبدوره اتخذ وزير التنمية السياسية خالد الكلالدة الموقف نفسه، وقال في تصريح للأناضول: "لسنا معنيين بذلك"، مؤكدا على العلاقات القوية بين البلدين وخصوصا في المجال الاقتصادي، قبل أن يضيف "لذا لا يجوز لنا التدخل".
واستبعد الكلالدة احتمالية حظر نشاطات إخوان الأردن، وأضاف: "الجماعة في الأردن مسجلة وقانونية ومعترف بها".
وأضاف:"الإخوان تنظيم عالمي ولكن ليس هناك اتصال بالشكل العلني بين إخوان الأردن ومصر ولا
علاقة فيما بينهما، وطالما التزم إخوان الأردن بالقانون وعدم تجاوزه فلن يتم حظر الجماعة".
وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أول زعيم عربي يزور القاهرة بعد الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي في 3 تموز/ يوليو الماضي.