قال رئيس "حزب الاستقلال" البريطاني المناهض للهجرة، نايجل فاراج، إن على
بريطانيا استقبال اللاجئين السوريين المسيحيين فقط، دون السنة أو الشيعة، زاعما أن مسيحيي المشرق يتعرضون للاضطهاد وأن لا ملجأ لهم سوى الغرب.
وتتناقض هذه التصريحات التي أدلى بها فاراج إلى جيرمي فاينز في إذاعة بي بي سي الرابعة مع تصريحاته السابقة التي دعا فيها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون؛ لتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية من خلال استقبال اللاجئين السوريين خاصة أولئك الذين لديهم أقارب يعيشون في بريطانيا؛ أسوة بالدول الأوروبية الأخرى.
وتقول صحيفة "الغارديان" إن زعيم حزب الاستقلال البريطاني عدل من تصريحاته بعد اعتراض أعضاء في حزبه ممن يخوضون حملة ضد المهاجرين من رومانيا وبلغاريا، والذين يرفضون دخول المواطنين من هذه الدول لبريطانيا والعمل فيها حسب اتفاقيات الاتحاد الأوروبي.
وكان فاراج قد قال في نهاية الإسبوع الماضي إن "المسؤولية تقضي علينا نحن الذين نعيش في العالم الحر أن نساعد بعض الذين يهربون من سورية للنجاة بحياتهم". وتحدى الحكومة لاستقبال بعض اللاجئين العالقين في محاور الحرب.
ولكنه عدل هذه التصريحات لاحقا بالقول إن الأمر في سوريا سيء للسنة والشيعة ولكنهم سيجدون ملاجئ في دول الجوار التي ترحب بهم، بينما لن يجد المسيحيون ملجأ لهم، بل سيتعرضون للاضطهاد من كل الأطراف، على حد قوله.
وكان فاراج قد أطلق تصريحاته بعد إعلان الحكومة عن تركيز جهودها لمساعدة اللاجئين حيث وجدوا في دول الجوار بدلا من استقبالهم في بريطانيا. وعلى الرغم من الجدل داخل حزبه، إلا أن تصريحاته أشعلت نقاشا داخل حكومة التحالف حول الدعم الذي تقدمه بريطانيا للاجئين وفيما إذا كان كافيا أم أنه أقل من اللازم.
وقال وزير الصحة، إيرل هاو، إن الحكومة بحاجة للنظر للموضوع بشكل عاجل، وعليها أن تتذكر موقع بريطانيا كبلد يساعد الناس الذين يعيشون في وضع حرج، مضيفا أن الاتحاد الأوروبي عليه واجب النظر فيما يمكنه تقديمه من مساعدة سواء للاجئين في مخيمات اللجوء، أوعن طريق استقبال بعضهم.
لكن غرانت شابس، رئيس حزب المحافظين، نفى وجود تغيير في سياسة الحكومة تجاه هذا الموضوع، مؤكدا إن إدخال بعض اللاجئين سيكون "رمزيا" وأن الطريقة الوحيدة لمساعدة السوريين ستكون من خلال تمويل المساعدات.
وكان إد ميليباند، زعيم العمال، ونيك كليغ، زعيم "الديمقراطيون الأحرار" وكاميرون قد دعموا النداء الذي وجهته الأمم المتحدة لجمع 6.5 مليار دولار التي يحتاج إليها ربع السكان في سورية في العام المقبل 2014. وقال الزعماء الثلاثة إن "مصير جيل من السوريين معلّق على أوضاع أربعة ملايين من الأطفال الذين علقوا بالحرب الأهلية".
وفي الوقت الذي استقبلت فيه دول أوروبية مثل السويد أعدادا لا تتجاوز المئات واستقبلت ألمانيا 5 ألاف؛ يدعو حزب العمال لاستقبال ما بين 400-500 عائلة سورية.
وتعهدت بريطانيا بدفع 523 مليون جنيه إسترليني للاجئين السوريين، وتقول إن هذا المبلغ يفوق ما قدمته الدول الأوروبية مجتمعة، لكنها ما زالت ترفض فكرة استيعاب لاجئين على أراضيها.
ورغم ذلك، تقول الحكومة البريطانية إنها منحت حق اللجوء السياسي لأكثر من 1100 سوري بين أيلول/ سبتمبر 2012 وأيلول/ سبتمبر 2013، لكن كل حالة يجري بحثها على حدة وفقاً لقواعد الهجرة.
وبرزت أصوات من حزبي الائتلاف الحاكم في بريطانيا تطالب باستيعاب أعداد من اللاجئين السوريين، أسوة بدول أوروبية أخرى.
ويحمل الحزب الذي يتزعمه "نايجل فراج" لواء مناهضة الهجرة وخصوصا من دول أوروبا الشرقية، لكنه قال لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن المسألة هنا مختلفة. وقال: "أعتقد أن قضية اللاجئين شيء مختلف عن الهجرة الاقتصادية. وأعتقد أن (بريطانيا) يجب أن تحترم إعلان 1951 الخاص بوضع اللاجئين".