قال المواطن
القطري عبد الرحمن
الجيدة إنه اعتقل في دولة
الإمارات العربية المتحدة وتعرض للضرب، حيث تم التحقيق معه حول
فيلم عن ظروف اعتقال والده في الإمارات.
وحسب مركز الإمارات لحقوق الإنسان، ومقره في بريطانيا، فقد اعتقل الجيدة (الابن) يومي 23 و24 كانون الأول/ ديسمبر الماضي على يد عناصر من جهاز أمن الدولة في أبو ظبي. وقال عبد الرحمن الجيدة (25 عاماً) للمركز إنه كان في أبو ظبي لحضور جلسة محاكمة والده الدكتور محمود الجيدة.
ويخضع محمود الجيدة للمحاكمة حاليا بتهمة التعاون مع جمعية الإصلاح الإماراتية التي اعتقل أعضاؤها ووجهت إليهم تهم الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين وسعيهم للسيطرة على الحكم، على خلفية مطالبتهم بإصلاحات سياسية في بلادهم. وقد رفض الجيدة (الأب) التهم الموجهة إليه، في حين تقول منظمات حقوقية إنه تعرض للتعذيب حيث يعتقل في مكان غير معلوم، كما مُنع من الاتصال بمحام.
وقال عبد الرحمن الجيدة للمركز إنه بينما كان يتابع محاكمة والده طلب منه أحد عناصر الأمن مغادرة قاعة المحكمة. وفي الخارج تقدم نحوه ستة عناصر بلباس مدني بعدما ترجلوا من سيارتين مدنيتين، وعندما حاول مقاومتهم والهروب باتجاه قاعة المحكمة مرة أخرى حضر رجلان بزي الشرطة وقاما بوضع القيود بيديه ثم اقتاداه إلى سيارة بزجاج أسود كانت تقف في طريق جانبي. ويقول عبد الرحمن إنه تمت تغطية رأسه ثم اقتيد إلى جهة غير معلومة، ولم يُرفع عنه الغطاء إلا بعدما أدخل إحدى الزنزانات في مركز للاعتقال.
وقال عبد الرحمن إنه تعرض للضرب خلال التحقيق الذي استمر عدة ساعات، وشرح أنه تم تثبيته على الأرض ثم تعرض للضرب على قدميه بعصا. وقال أيضا إن المحققين ركلوه على رأسه ووجهه، مع تثبيته بوضعية مؤلمة على كرسي.
وتمحور التحقيق حول
الفيلم الذي أنتجته منظمة "كيج بريزنرز" (سجناء القفص)، والأشخاص المسؤولين عن تصويره. ويتناول الفيلم قصة والده في السجن، وشهادات عن المعاملة القاسية التي تعرض لها هو وغيره من السجناء.
ووفق بيان لمركز الإمارات لحقوق الإنسان، تلقت "عربي21" نسخة منه، فقد طُلب من الجيدة (الابن) التوقيع على وثيقة من خمس صفحات بعد انتهاء التحقيق. ويقول المركز إن الوثيقة تتضمن أقوالا لم تعبّر بشكل صحيح عما أدلى به عبد الرحمن خلال التحقيق. وتضمنت الوثيقة التي تم التوقيع عليها أن عبد الرحمن الجيدة "يعتذر عن الإساءة للإمارات" وأنه لن يتواصل مجددا مع منظمة "سجناء القفص".
وبعد انتهاء التحقيق تم ترحيل عبد الرحمن الجيدة إلى الدوحة بطائرة إماراتية خاصة، بمرافقة ثلاثة من عناصر الأمن الإماراتيين.
ويقول المركز إن عبد الرحمن الجيدة لم يتلق أي وثيقة حول أسباب اعتقاله، باستثناء إبلاغه "بشكل غير رسمي" من جانب عناصر الأمن بأنه اعتقل "بسبب مساندته لوالده" المعتقل.
وطالب المركز السلطات الإماراتية بالتحقيق في أقوال عبد الرحمن الجيدة عن سوء معاملته على يد ضباط أمن الدولة. ودعا "الحلفاء الدوليين" للسلطات الإماراتية إلى الضغط عليها. وذكّر المركز بأن الإمارات من الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة
التعذيب لكنها تخلفت عن تقديم التقرير السنوي حول الالتزام بالاتفاقية. وقال: "منذ التوقيع على الاتفاقية (في تموز/ يوليو 2012)، أدلى عدد كبير من المعتقلين بمزاعم عن تعرضهم للتعذيب دون أن يتم التحقيق في هذه المزاعم من جانب السلطات" الإماراتية.