اعتقلت قوات الأمن في مدينة نواذيبو، شابا موريتانيا بتهمة كتابة مقال مسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم،إثر احتجاجات تطالب بمعاقبته .
وقال مصدر أمني: "إن الشاب يدعى محمد شيخ ولد محمد، ويعمل في شركة منجمية في نواذيبو، وقد اعتقلته الشرطة الجمعة، وحتى عصر السبت كان لا يزال موقوفا لديها".
وأضاف أن " الشاب اعتقل بتهمة كتابة مقال، ونشره على مواقع الكترونية موريتانية، قبل أن يعود ويسحبه بعد بضع ساعات، وقد انتقد في مقاله هذا قرارات اتخذها الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام، بشأن الجهاد".
وبعد صلاة الجمعة تظاهر سكان نواذيبو احتجاجا على ما كتبه الشاب واصفين اياه بـ"المرتد" و"الملحد"، ومطالبين بإنزال اقصى العقوبات بحقه، كما أفادت وسائل اعلام محلية.
والجمعة ايضا انتقد إمام الجامع الكبير في نواكشوط أحمد ولد لمرابط القضية وحض السلطات على الدفاع "عن مقدسات الإسلام وعن رسوله" والتصدي لكل من يسيء الى الدين، مطالبا باجراءات "رادعة" ضد المسيئين.
من جهتها، قالت أسرة الشاب: "إنها "تتبرأ منه أمام الله وأمام الشعب الموريتاني".
وفي بيان وزعته على وسائل الإعلام الموريتانية، مساء السبت، دعت الأسرة ابنها إلى "الإسراع في التوبة إلي الله سبحانه وتعالي، لعله يلحق بسفينة النجاة حتي لا يغرق في مستنقع الضلال".
وطالبت الأسرة السلطات الموريتانية بإنشاء "محاكم خاصة بالمستهزئين بالإسلام وغيره من الديانات السماوية"، داعية كل القوي الحية بالمجتمع الموريتاني إلى "إقامة حلف فضول يواجه أي فكر أو جماعة تتعاطي هذا النوع من الفكر العفن"، وفق البيان.
وأثار
المقال، الذي أعاد نشره موقع "أقلام حرة" الإلكتروني (المقرب من التيار اليساري بموريتانيا)، الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وطالب البعض بتوقيف صاحب المقال على إساءته للنبي محمد.
وفي إطار ردود الفعل على الحادثة، حذر حزب "الاتحاد من أجل الجمهورية" الحاكم في
موريتانيا "من استغلال مكاسب حرية التعبير والرأي التي تنعم بها البلاد في النيل من المقدسات الإسلامية والوحدة الوطنية".
و طالب الحزب في بيان له "أولياء الأمور بـ"اليقظة والحرص على عدم انجرار الشباب وراء أفكار هدامة تتعارض وعقيدة المجتمع وقيمه الأصلية".
في السياق ذاته، استنكر حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" المقال "المسيء"، وعده "قولا منكرا و زورا و افتراء في حق سيدنا و شفيعنا محمد صلي الله عليه و سلم".
وفي بيان أصدره السبت، دعا الحزب جميع الموريتانيين إلى "الوقوف بالمرصاد في وجه مثل هذه الممارسات والأقوال ومحاصرته أهلها والتشهير بهم ونبذهم والتبرؤ منهم".
وتعتبر هذ الواقعة المرة الأولى على ما يبدو التي ينشر فيها في موريتانيا، الجمهورية الاسلامية التي تطبق الشريعة الاسلامية، مقال مسيء للإسلام.