أبلغ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، خلال لقائهما مساء السبت بأن "إسرائيل" لا تقبل الإملاءات من أحد فيما يخص أمنها.
وأضاف نتنياهو أنه "لا يقبل أيضًا الإملاءات الزمنية المتعلقة بالترتيبات الأمنية"، مجددا تأكيده على التواجد الإسرائيلي في غور الأردن.
وجاء هذا اللقاء في أعقاب لقاء كيري برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، حيث ذكرت القناة العبرية العاشرة أنه يمكن تلخيص الزيارة العاشرة لكيري بأنها "لم تصل بعد إلى مرحلة الاتفاق، كما أنه لا يوجد ورقة مشتركة للتوقيع عليها"، ولكن وحسب أقوال كيري "هنالك تقدم".
كيري: خطة السلام ستكون "عادلة ومتوازنة"
وفي السياق نفسه، صرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأحد في اليوم الرابع من المحادثات مع المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين، بأن خطة السلام ستكون "عادلة ومتوازنة" للجانبين.
وقال كيري: "أستطيع أن أضمن لكل الأطراف أن الرئيس (باراك) أوباما وأنا شخصيا ملتزمان بتقديم أفكار عادلة ومتوازنة للجميع".
وكان مسؤول في حكومة الاحتلال، صرح الأحد بأن "إسرائيل" ترفض مقترحات الولايات المتحدة حول ضمان أمن وادي الأردن.
وقال يوفال ستينيتز إن "الأمن يجب أن يبقى بأيدينا"، معتبرا أن "كل الذين يقترحون حلا يقضي بنشر قوة دولية أو شرطيين فلسطينيين أو وسائل تقنية لا يفقهون شيئا في الشرق الأوسط".
وتأتي تصريحات المسؤول الإسرائيلي بينما عرض كيري مشروع اتفاق على الإسرائيليين والفلسطينيين.
ويلمح ستينيتز إلى خطة أميركية تقضي بنشر أنظمة متطورة للدفاع والمراقبة في غور الأردن على طول الحدود بين الضفة الغربية والأردن في حال انسحاب إسرائيلي من هذه المنطقة.
وكان القائد السابق للتحالف الدولي في أفغانستان والمستشار الخاص للشرق الأوسط الجنرال جون ألن أعد هذا الاقتراح العام الماضي.
كيري يضغط على عباس للقبول بـ"يهودية إسرائيل"
وفي سياق متصل، كشف مسؤول في السلطة الفلسطينية السبت، أن كيري يمارس "ضغوطا كبيرة" على
عباس للقبول باتفاق إطار يتضمن الاعتراف بـ"يهودية
إسرائيل".
وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة "فرانس برس" إن كيري "وخلال اجتماعه الأخير الليلة الماضية مع الرئيس محمود عباس ووفد من القيادة الفلسطينية مارس ضغوطا كبيرة على الرئيس عباس للقبول باتفاق إطار يتضمن القبول بيهودية دولة إسرائيل".
وكان كيري عقد لقاءين مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو بعيد وصوله الخميس وعقد لقاء ثانيا مع عباس بعد ظهر السبت غداة لقاء معه مساء الجمعة، على أن يلتقي نتانياهو مجددا مساء السبت.
ووصف المسؤول اللقاء الفلسطيني الأميركي في رام الله ليلة الجمعة بأنه "كان جلسة مفاوضات صعبة جدا جدا".
وقال إن كيري طلب من عباس "أن يعطيه مواقف نهائية وواضحة وصريحة ومحددة على الخطوط العريضة لاتفاق الإطار الذي ينوي تقديمه إلى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
وأشار إلى أن "معظم اللقاء الذي استمر أكثر من أربع ساعات تركز على موضوع الدولة اليهودية".
وكشف أن كيري "أبلغ الجانب الفلسطيني بأن موضوع يهودية الدولة ليس موقفا إسرائيليا فقط بل هو موقف الإدارة الأميركية ايضا" في حين أن الرئيس عباس "جدد رفضه للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية خصوصا أن منظمة التحرير قدمت الاعتراف المتبادل بدولة إسرائيل" من خلال اتفاقية أوسلو عام 1993.
وأشار كيري في ختام لقائه عباس بعد ظهر السبت إلى حصول "تقدم" في المفاوضات، لكنه أقر في الوقت نفسه بأنه لا يزال هناك المزيد للقيام به.
وأقر مسؤولون أميركيون بأنه من المستبعد التوصل إلى اتفاق حول إطار يدفع المفاوضات قدما نحو تسوية نهائية خلال هذه الزيارة، بل إن المسألة تتطلب المزيد من الوقت.