قال تقرير اقتصادي متخصص إن الوقت قد حان فعليا لاستغلال مصادر
الطاقة المتجددة بكفاءة في دول
الخليج، وخاصة أن دراسة انشاء الكثير من المشروعات الاستراتيجية يعتمد على مدى وفرة الطاقة المتاحة.
وبين التقرير الذي أعده المركز الدبلوماسي للدراسات الاستراتيجية ونقلته وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن دول الخليج تمتلك العديد من الثروات المستدامة التي تفتح آفاقا تنموية مستدامة لتنويع مصادر الدخل وبناء اقتصاد تنافسي يجذب مزيدا من الاستثمارات في بيئة توفر الضمان والاستقرار والمردود المادي الجيد لكافة الأطراف.
وأوضح التقرير أن دول الخليج أصبحت أمام مرحلة تنموية مهمة بعد أن قطعت أشواطا كبيرة في بناء البنية الأساسية الضرورية، كما أن المرحلة المقبلة معنية بتعميق الشق الاجتماعي وتحسين الجوانب المعيشية للمواطن وتوفير فرص العمل والتدريب والتأهيل لزيادة القوى الإنتاجية لليد العاملة الوطنية في سوق العمل.
وأشار التقرير إلى أن النمو في الاقتصادات المحلية يصاحبه ارتفاع الطلب على الطاقة من المشروعات الاقتصادية الكبرى وقطاع
الكهرباء وتحلية الماء بشكل واضح، الأمر الذي يؤدي إلى رفع فاتورة استهلاك الغاز الطبيعي والوقود الاحفوري بشكل سنوي في حال استمرار الاعتماد المتزايد على المصادر التقليدية لتوفير الطاقة.
وذكر أن قطاع
الطاقة المتجددة يمثل أحد القطاعات الواعدة في دول الخليج في ظل توفر المقومات الأساسية لإنتاجها حيث أنها من المناطق الحارة على مدار العام ذات إسقاط شعاعي عال في مناطقها الصحراوية الذي يعطيها فرصا ناجحة في إمكانية استغلال تلك الطاقة بشكل مناسب، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تلبية احتياجات خطط التنمية من مصادر الطاقة النظيفة المستدامة.
وأوضح التقرير أن أهم التحديات التي تواجه الاستثمار في الطاقة المتجددة تتمثل في التكلفة المرتفعة في البداية وعدم قدرة العديد من الدول على توفير الموارد المالية اللازمة لتمويل مثل تلك المشاريع الضخمة بالإضافة الى تأثير الظروف المناخية على كفاءة الطاقة المتجددة.
واضاف أن من التحديات أيضا عدم وجود البنية التحتية اللازمة إضافة إلى غياب التسهيلات المطلوبة أمام المستثمرين الامر الذي يستدعي وضع سياسات واضحة لحل المشكلات المتعلقة باستغلال الطاقة المتجددة وتغيير ثقافة المجتمع فيما يتعلق بالاعتماد على الطاقة المتجددة في إنتاج الكهرباء.
وذكر ان نجاح بعض دول الخليج في تحقيق التنويع الاقتصادي ادى الى ان يشهد عام 2013 إطلاق مبادرات ومشاريع وبرامج بمليارات الدولارات تصب جميعها في تعزيز أمن الطاقة.
والطاقة المتجددة هي الطّاقة المستمدة من الموارد الطّبيعية التي تتجدد أو الّتي لا يمكن أن تنفذ، وتختلف مصادرها جوهرياً عن الوقود الأحفوري، ويتم إنتاجها من الرياح والمياه والشمس, كما يمكن إنتاجها من حركة الأمواج والمد والجزر أو من طاقة حرارية أرضية وكذلك من المحاصيل الزراعية والأشجار المنتجة للزيوت.
ولا تنشأ عن الطّاقة المتجددة عادةً مخلّفات كثنائي أكسيد الكربون أو غازات ضارة أو تعمل على زيادة الاحتباس الحراري كما يحدث عند احتراق الوقود الأحفوري أو المخلفات الذرية الضّارة النّاتجة من مفاعلات القوي النوويّة.