في إطار مساعيهم لرص الصفوف ضد المسلمين، دعا رهبان منظمة "بودو بالا سينا" البوذية السنهالية المتطرفة في سريلانكا إلى "حظر زواج المسلمين بالنساء البوذيات، ومنعهم من تقسيم البلاد".
وقال الراهب "كالاكودا أتّه كناناسارا"، البالغ 37 عاما: "هذه دولة بوذية، لماذا يعملون على نعتنا بالمجتمع المتعدد الثقافات".
من ناحيته وصف وزير الاعلام السريلانكي، كيهيليا راموكويلا، التحركات ضد المسلمين بـ"التوترات الصغيرة الطبيعية في مجتمع متعدد الثقافات"، مشيرا إلى أن الحكومة ستتحرك في حال تطور الأمر، لإدراكها بأن مثل هذه التحركات ستودي بالمجتمع برمته.
ويستغرب المسلمون الذي يشكلون إحدى الأقليات الدينية، موقف
البوذيين السنهاليين تجاههم، بعد أن لعبوا دورا محوريا في مواجهة المتمردين التاميل خلال الصراع مع الحكومة، حيث يتحدث غالبية المسلمين بلغة التاميل، الأمر الذي استفادت منه الاستخبارات العسكرية.
وقال مجيبور رحمان، العضو المسلم في المجلس المحلي للعاصمة السريلانكية، كولومبو: "لم يكن يخطر ببالنا أبدا أن تدير الحكومة لنا ظهرها"، لافتا إلى أن البوذيين السنهاليين، الذي يشكلون أكبر المجموعات العرقية في البلاد، بدأوا بالبحث عن عدو جديد عقب انتصارهم على المتمردين التاميل عام 2009.
وتنفي منظمة "بودو بالا سينا" أي دور لها في الهجمات التي ارتكبت ضد المسلمين عامي 2012 و2013، فيما ينظر بعض السنهاليين بعين الريبة للمنظمة، ويقول أحدهم، واسمه الأول، سوسانثا، وهو رجل أعمال: " إن "بودو بالا سينا" تدفع بالبلاد إلى صراع ديني وعرقي، وأشك أنهم يتفقون مع الحكومة أحيانا ليبعدوا الأنظار عن مسائل تتعلق بالاقتصاد، والصحة، والتعليم"
ومع أن وزير العدل، ورئيس بلدية كولومبو من المسلمين، إلا أنهما يتجنبان التصريح بشأن هذا التوتر، الذي شهد تصاعدا عامي 2012 و2013، حيث هاجم البوذيون حينها عشرات المساجد، ودعوا إلى مقاطعة منتجات المسلمين، وحظر الحجاب والأغذية الحلال.