فيما يعكس حالة الفزع التي تسود دوائر صنع القرار فيها إثر تعاظم مظاهر تراخي العلاقة بينها وبين الجاليات
اليهودية في أرجاء العالم، قررت السلطات
الإسرائيلية تخصيص مليارات الدولارات لتنفيذ خطة تقوم على مشاريع ومبادرات تهدف لتعزيز مضامين الهوية اليهودية لدى يهود العالم.
وكشف موقع صحيفة "جيروسلم بوست" الأحد 12/1/2014 النقاب عن أن نفتالي بنيت وزير " الاقتصاد والقدس والشتات اليهودي" سيشرف على تنفيذ الخطة بالتنسيق مع قادة الجاليات اليهودية في أرجاء العالم، وسيتواصل تنفيذها على مدى العقدين القادمين.
ويذكر أن دراسات واستطلاعات أجريت مؤخراً بناء على طلب الحكومة الإسرائيلية والمنظمات اليهودية الأمريكية أظهرت أن أعداداً كبيرة من اليهود يتخلون عن اليهودية، في حين بلغت نسبة الزواج المختلط لدى اليهود الأمريكيين أكثر من 70%.
وحسب نتائج الاستطلاعات فإن الأغلبية الساحقة من الشباب اليهودي في الولايات المتحدة يعرفون أنفسهم كـ "يهود بلا دين".
وحسب نتائج آخر استطلاع أجري في أوساط اليهود الأمريكيين تبين أن 5% منهم تأثر تصويتهم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بمدى التزام المرشح بمصالح إسرائيل.
ونوهت الصحيفة إلى أنه قد تمت مناقشة تفاصيل الخطة خلال اجتماع عقد في تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي في القدس المحتلة، في مؤتمر عقد لمناقشة أوضاع الجاليات اليهودية.
ونقلت الصحييفة عن دفير كهانا، وكيل وزارة "القدس والشتات اليهودي" قوله إنه على مدى الأعوام الخمسة القادمة سيتم إنفاق 300 مليون دولار كل عام، مشيراً إلى أن تنفيذ الخطة سيستمر لمدة 20 عاماً.
وأشار كهانا إلى أن الخطة تهدف إلى مواجهة تخلي اليهود عن اليهودية والزواج المختلط عبر تعزيز ارتباطهم بإسرائيل.
وتنص إحدى الوثائق المتعلقة بالخطة على أنها تهدف "إلى إعادة إسرائيل لتكون حجر الزاوية في الهوية اليهودية للأجيال اليهودية الصاعدة".
وتنص الخطة على ضرورة توقف قادة إسرائيل على توجيه انتقادات للشتات اليهودي ولرفض الكثير من اليهود للهجرة لإسرائيل، والالتزام بعدم مواصلة فرض الأجندة الإسرائيلية على اليهود في العالم بشكل فج.
وستركز الخطة على اليهود الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و35 عاماً، وستحاول إقناع الشباب اليهودي المؤهل للهجرة إلى إسرائيل.
وتنص الخطة على تمويل برامج لتدريس اللغة العبرية في المدارس التي توجد فيها نسبة كبيرة من اليهود، في أرجاء العالم.
وتأمل الخطة أن يسهم برامج التعارف والتقارب والنشاط المشترك بين الشباب اليهودي في تقليص نسبة الزواج المختلط، بحيث يتزوج الشباب اليهودي من بعضهم البعض.
وفي سياق متصل، انتقدت الكاتبة اليهودية الأمريكية باميلا غيلر بشدة دور المثقفين اليهود في الدعوة لمقاطعة إسرائيل.
وفي مقال بعنوان "المجاهدون اليهود"، نشره موقع صحيفة "جيروسلم بوست" الأربعاء الماضي، أشارت غيلر إلى أن هناك دور متزايد لأكاديميين وكتاب يهود في الدعوة لمقاطعة إسرائيل.
وأضافت غيلر: " هؤلاء الخونة البائسين يحاولون نشر الأكاذيب ضد الدولة اليهودية واليهود".
وكان المفكر والشاعر الإسرائيلي شلومو شامير حمّل قيادة المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة المسؤولية عن تراخي العلاقة بينهم وبين إسرائيل.
وفي مقال نشره موقع "ذي بوست" بتاريخ 25-11- 2013، أشار شامير إلى أن الجماهير اليهودية في الولايات المتحدة لا تتفاعل مع القضايا التي تهم إسرائيل، سيما البرنامج النووي الإيراني.
واستهجن شامير عدم تحريك اليهود مسيرات نحو واشنطن للضغط على الإدارة الأمريكية لعدم التوصل لاتفاق مع إيران بشأن مستقبلها برنامجها النووي.
وأكد شامير وجود قطيعة بين قادة المنظمات اليهودية والشارع اليهودي في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن عموم اليهود في الولايات المتحدة لا يبدون اهتماماً يذكر بالأنشطة التي تقوم بها المنظمات اليهودية لصالح إسرائيل.