قال سفير الاتحاد الأوروبي لدى "إسرائيل" الأربعاء إن طرفي
محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية يخاطران بدفع ثمن باهظ، يتمثل في فقدان مزايا تجارية ومساعدات من الاتحاد الأوروبي إذا انهارت مفاوضات السلام.
وينظر إلى الاتحاد الأوروبي منذ فترة طويلة على أنه مقدم معونة وليس طرفا مؤثرا في المنطقة، لكنه بدأ أخيرا يوضح أن دوره كأكبر شريك تجاري لـ"إسرائيل" وأكبر
مانح للفلسطينيين يجب ألا يؤخذ على أنه أمر مفروغ منه.
ويحاول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التوصل إلى اتفاق على إطار عام للمفاوضات يفتح الطريق لجولة نهائية من المباحثات التفصيلية في كل القضايا الأساسية المختلف عليها.
لكن بالرغم من استمرار المحادثات خمسة أشهر حتى الان لم تظهر أي علامة على تحقيق انفراج وشيك.
ويشعر الاتحاد الأوروبي بالاستياء بوجه خاص من إعلانات "إسرائيل" المتكررة منذ بدء المحادثات عن مشروعات بناء استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة.
وقال فابورج اندرسن: "إذا مضت إسرائيل قدما في طريق التوسع
الاستيطاني المستمر، ولم تتحقق أي نتائج في المحادثات الحالية فأخشى أن النتيجة ستكون وضعا تجد فيه إسرائيل نفسها في عزلة متزايدة".
وأعلن صندوق معاشات هولندي كبير خاص في وقت سابق هذا الشهر سحب استثماراته من خمسة بنوك إسرائيلية كبيرة؛ بسبب عملياتها في المستوطنات، وتدرس صناديق نرويجية وسويدية اتخاذ خطوات مماثلة.
ولا تنصح دول الاتحاد الأوروبي شركاتها بخفض استثماراتها في "إسرائيل"، لكن المسؤولين يقولون إن الشركات قد تتحرك منفردة لتفادي أي رد فعل سلبي من العملاء الذين يتزايد استياؤهم من استمرار احتلال "إسرائيل" للأراضي التي استولت عليها في حرب عام 1967.
واستخف وزير
الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بينيت المؤيد للاستيطان يوم الاثنين بإمكانية مقاطعة "إسرائيل"، واقترح أن تعمل الحكومة على تعزيز الروابط مع الأسواق الناشئة لموازنة أي مشاكل مع أوروبا.
وبرغم علاقات "إسرائيل" الوثيقة مع الولايات المتحدة، فالاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك اقتصادي لهان ويستوعب نحو ثلث تجارتها الخارجية استيرادا وتصديرا. وشكك فابورج اندرسن في مدى السرعة التي يمكن لـ"إسرائيل" أن تغير بها مجال التركيز في علاقاتها الاقتصادية.
وقال: "أنْ تظنوا أن بمقدوركم أن تحولوا كل تعاونكم وتجارتكم وكل شيء بين عشية وضحاها إلى الهند والصين وروسيا.. أشك".
وقد يكون الاتحاد الأوروبي -المكون من 28 دولة- أكثر تأثيرا في الفلسطينيين؛ فهو يقدم مساعدات قيمتها نحو مليار يورو سنويا للسلطة الفلسطينية، وهو ما يجعله أكبر مانح لاقتصاد الضفة الغربية.
وقال فابورج اندرسن: "بات واضحا تماما للفلسطينيين أن الجلوس والانتظار ليس خيارا"، محذرا من أن المانحين بدؤوا يكلون بالفعل، مستدركا بأن "إسرائيل" أيضا عرضة للخسارة إذا قرر الاتحاد الأوروبي خفض التمويل للسلطة الفلسطينية.
واضاف: "أعتقد أنه مفهوم في اسرائيل ان هذا المال ضروري للاستقرار في الضفة الغربية وغزة. واذا لم نقدم المال، فأعتقد انه سيكون من المرجح كثيرا ان تضطر اسرائيل إلى تقديم المزيد".