رفض القيادي في الجماعة الإسلامية في
لبنان المحامي حسن الخيال الربط بين التيار العلماني والاعتدال، مؤكدًا على أن
الاعتدال هو السمة الغالبة في
التيارات الإسلامية.
وأكد الخيال أن الإسلام هو دين الوسطية والاعتدال وأنه عند الحديث عن
التطرف في لبنان أو المنطقة أو في العالم العربي؛ فإن ذلك سببه وجود حركة متطرفة أخرى ووجود العدو الإسرائيلي ووجود تشنج مذهبي في المنطقة، وأشار إلى أن ذلك يدفع كل الأطراف الى الجنوح باتجاه المزيد من التشنج الداخلي.
ورأى الخيال في تصريحات له، الخميس، أذاعها القسم الإعلامي للجماعة أن الاعتدال هو السمة الغالبة في التيارات الإسلامية، وقال: "ان للحركات الإسلامية المعتدلة وجوداً ثابتاً وينمو بشكل متصاعد ووجود بعض الحركات التي يقول عنها البعض متطرفة فإن له عدة عوامل منها مثلا الظلم الشديد الذي تمارسه بعض الأنظمة العربية على مجتمعاتها القطرية سواء في سورية وغيرها، وهذا أدى إلى بعض الحالات المتشددة ضد الأنظمة. والسبب الثاني مردّه الحالة المذهبية المتشنجة جدا في العالم العربي والتي سببها الرئيسي دخول حزب الله الى سورية وقتاله الى جانب النظام ضد الشعب السوري ودخول الحرس الثوري الإيراني ودفاعه عن هذا النظام، وهذا أدى الى حالة من الاصطفاف السني - الشيعي وأدى ايضا بشكل مباشر في التصاعد في الخطاب المذهبي ما ولّد حالة من التصاعد في مستوى الخطاب من جميع الأطراف".
وأضاف: "أما تأثير ما يجري على الحركة الإسلامية المعتدلة؛ فإن هذا الأمر دون جدوى، لأن الاعتدال في الساحة السنية دائما يغلب على كل شيء وهو في نمو دائم وإن كان يبطئ تارة ويسرع تارة، وان كان هناك حركة من الفوضى سببها بداية التطرف الذي ينشأ عند الطرف الآخر وسببه مثلا قتال حزب الله في سورية، وحسب المفهوم العام للقوانين اللبنانية ان ذهاب مكوّن من مكونات المجتمع اللبناني بترسانة للقتال في سورية وفي دولة أخرى تعجز الدولة عن منعه فان ذلك يولد حالات من التشدد عند الفئات الأخرى، وعند وجود فئة أخرى متهمة بقتل أكثر من خمسين شخصا أمام المساجد في طرابلس يتلكأ القضاء اللبناني عن مساءلة المتهمين هذا سيؤدي بالطرف الثاني الى الجنوح من أجل أخذ اجراءات لحماية نفسه وهذه نتيجة طبيعية في حال لم تتم الدولة بواجباتها".
ودعا الخيال الدولة اللبنانية إلى العدل في التعاطي مع مكونات المجتمع اللبناني لمنع الانزلاق نحو التطرف، وقال: "كلما كانت الدولة أكثر اعتدالا وأكثر تطبيقا للمساواة بحق المواطنين وتعطي للجميع حقوقهم وتخضع الجميع للواجبات التي يمليها عليه القانون اللبناني ويمليها عليه الضمير الانساني استطعنا ان نجنّب بلدنا التطرف، وطالما ان هناك تراجعاً في هذا الأمر وفي تطبيق العدالة والمساواة سيظهر التطرف في كل الطوائف وفي كل الساحات وليس الساحة السنية فقط"، على حد تعبيره.
وفي ذات السياق يتوقع خبراء أن يكون لبنان في المرحلة المقبلة "أسير" رحلة البحث الطويلة عن الحل المنشود، فتبقى الأوضاع الأمنية المتوترة فيه على ما هي عليه دون أن تنقلب الى حرب أهلية دموية.
وقالت مديرة مركز "كارنيغي" للشرق الأوسط، لينا الخطيب، إن الوضع اللبناني مرتبط ارتباطا وثيقا بالوضع الاقليمي، وإنه "لا انفراجة لبنانية إلا بحل سياسي للأزمة السورية".
ومضى الخطيب قائلة لوكالة الأناضول: "بما أنّه لا يبدو أن "جنيف2" سيخرج بأي حل، فإن لبنان سيبقى رهينة الصراعات الإقليمية؛ ما ينعكس سلبا على وضعه الأمني".