بعد المسلسل الكبير الذي أنتجته
إيران، وكلف مبالغ طائلة عن النبي يوسف عليه السلام (يوسف الصديق)، تقرر إنتاج مسلسل جديد عن النبي
موسى عليه السلام، والذي سيكون عملا في 72 حلقة.
وكان مسلسل يوسف الصديق قد أثار جدلا كبيرا في الأوساط الإسلامية نظرا لكسره الموقف التقليدي السابق حول رفض تجسيد الأنبياء في الأعمال الدرامية، حيث ظهرت شخصيتا سيدنا يوسف وسيدنا يعقوب في المسلسل صوتا وصورة.
وكانت الخطوة الإيرانية الأولى نحو كسر هذا الموقف قد تمثلت في مسلسل ضخم سابق هو "مريم المقدسة"، والذي ظهر فيه النبي زكريا عليه السلام صوتا وصورة، ولكن مع وضع هالة من النور حول وجهه، فيما كانت التجربة الإيرانية على صعيد المسلسلات التاريخية الكبرى قد بدأت بمسلسل "أصحاب الكهف" الذي أنتج عام 99.
يذكر أن كلا المسلسلين (مريم المقدسة، ويوسف الصديق) قد نقلا إلى اللغة العربية، وكذلك "أصحاب الكف" وتابعها ملايين المشاهدين رغم الجدل والفتاوى التي رافقت عرض مسلسل يوسف الصديق، من حيث رفض أكثر علماء أهل السنّة حتى الآن، بل وعلماء شيعة أيضا لمبدأ تجسيد الأنبياء، مع العلم أن بعض علماء السنّة رفضوا تجسيد حتى الصحابة الكبار، الأمر الذي كُسر عمليا في مسلسل "عمر" الذي أنتجه التلفزيون القطري العام قبل الماضي، وكتبه وليد سيف، وأخرجه حاتم علي.
ويرى مراقبون أن مسلسل النبي موسى الجديد سيكون أضخم عمل على هذا الصعيد، ليس لكونه 72 حلقة فقط، فيما كان مسلسل يوسق الصديق (45 حلقة)، بل أيضا لكلفة الإنتاج الضخمة، ولحجم الأبعاد الدرامية الواسعة والأحداث الكثيرة والمحورية المرتبطة بقضايا لا زالت قائمة، في شخصية النبي موسى، خلافا للأبعاد المحدودة في قصة سيدنا يوسف.
ويتوقع أن يثير المسلسل الكثير من الجدل في الأوساط الصهيونية التي سبق وأنتجت الكثير من الأفلام والمسلسلات التي تأخذ رواية النبي موسى من منطلقات يهودية تتعلق بفلسطين والقدس، بل إن بعض الجدل قد بدأ فعلا مع الإعلان عن إنتاج المسلسل.
وذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية أن المسلسل سيكون من إخراج المخرج الإيراني الشهير فرج الله سلحشور، الذي أخرج مسلسلي يوسف الصديق وأصحاب الكهف، فيما توقع أن يجسد دور النبي موسى عليه السلام الممثل الإيراني المعروف سام درخشاني. وقال سلحشور إن مدة إنتاج المسلسل ستستغرق 5 سنوات، وأن كل حلقة فيه ستكون بمثاية فيلم سينمائي. وسيبدأ المسلسل منذ مرحلة ما قبل ولادة النبي موسى، وحتى وفاته.