أطلق وزير الخارجية الأمريكي، جون
كيري، تهديدات لرئيس السلطة الفلسطينية محمود
عباس بمصير مشابه لسلفه ياسر عرفات، ولرئيس الحكومة
الإسرائيلية بنيامين
نتنياهو، بمقاطعة دولية واسعة لـ"تل أبيب"، في حال فشلت مفاوضات السلام الجارية بين الطرفين.
وأثارت تهديدات كيري التي أطلقها خلال الليلة الماضية في مؤتمر أمني عُقد في مدينة ميونيخ الألمانية، ردود فعل غاضبة في الأوساط السياسية الفلسطينية والإسرائيلية التي رأت فيها "إشارات مثيرة للقلق".
وذكرت مصادر فلسطينية، أن عباس قابل تهديد كيري بصدمة ورفض عنيف، على حد تعبيرها.
فيما اعتبر القيادي في حركة "فتح" جبريل الرجوب، أن خيار الكفاح المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي قد يشكل حلاً استراتيجياً بالنسبة للفلسطينيين في حال فشل جهود المفاوضات.
من جانبها، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في عددها الصادر الأحد، بأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تكثفان الضغوط على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لدفع المفاوضات إلى الأمام، لافتةً إلى أن تل أبيب تنظر بقلق لتحذيرات الوزير الأمريكي من تدهور وضعها الاقتصادي في حال فشلت جهوده في إبرام اتفاق تسوية مقبول بين الطرفين في الوقت القريب.
وأضافت صحيفة "هآرتس" أن الولايات المتحدة تخشى أن تتفجر المفاوضات بين الجانبين، فيما أوردت انتقادات مصدر سياسي إسرائيلي لموقف كيري، معتبراً أنه ينتهج سياسة متحيزة ضد تل أبيب، ويضغط عليها بمنتهى الشدة لحملها على التراجع عن مواقفها التفاوضية، في حين أنه يتجنّب ممارسة أي ضغط على القيادة الفلسطينية "التي لا تتزحزح قيد أنملة عن مواقفها"، على حد قوله.
ورأى المسؤول الفلسطيني أن التحذيرات من تعرّض الدولة العبرية لمقاطعة عالمية واسعة "تستدعي القلق لكنها غير مفزعة"، حسب تقديره.