أكد أطباء
مصريون أن غالبية من يبيعون أعضاءهم البشرية ينتمون للأسر الفقيرة، وأن الدافع الرئيسي وراء ذلك يكون الحصول على مبلغ من المال يكفي لسد مستلزمات الحياة في ظل استمرار تراجع كافة المؤشرات الاقتصادية وانتشار البطالة بنسب مرعبة.
ورغم الحملة التي شنها مجلس الشعب المصري قبل سنوات على
تجارة الأعضاء البشرية، فقد جاءت الثورات التي مرت بها البلاد لتضاعف الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها غالبية الأسر المصرية والتي يبحث أصحابها عن بيع أي شيء ليجدوا أنفسهم يبيعون أجزاء من أجسادهم لتوفير لقمة العيش لأبنائهم.
وقال حسين أحمد، طبيب جراحة بالقاهرة، إنه لم يشهد أية حالة تبرع بأعضاء بشرية من أحد أفراد الأسر ميسورة الحال، ولكن غالبية من يدعون أنهم يتبرعون بأعضاء بشرية نكتشف بعد ذلك أنه لم يتبرع ولكنه باع أحد أعضائه للحصول على مبلغ مالي يتم الإتفاق عليه بين البائع والسمسار.
وأوضح أنه بسبب رواج هذه التجارة فقد أصبح لها سوق كبير ولها من يعملون بها، ويحصل السماسرة على جزء كبير من المبالغ التي يتم الاتفاق عليها مع المشترين والتي في الغالب لا يعرف عنها البائع أي تفاصيل.
كانت منظمة التحالف الدولى لمكافة تجارة الأعضاء "كوفس" قد كشفت أن مصر تحتل المركز الثالث عالمياً فى تجارة وزراعة الأعضاء البشرية وأنها أصبحت المركز الرئيسى فى المنطقة لتجارة أعضاء اللاجئين الأفارقة التى أصبحت أكثر ربحاً وأمناً من تجارة المخدرات، وذلك حسب الدراسة التى أطلقت على مصر لقب (برازيل الشرق الأوسط) نظرا لأن البرازيل تحتل المركز الأول فى هذه التجارة بأمريكا اللاتينية.
وتقدر العمليات الجراحية لتجارة الأعضاء البشرية في مصر بما يقرب من 8 آلاف عملية جراحية سنوياً، وأهم الأعضاء البشرية التى يتم عليها الكلى والتى تعد الأكثر مبيعاً فى مصر حيث يصل سعر الكلية الواحدة إلى نحو 25 الف دولار بما يعادل نحو 150 الف جنيه مصري، وكذلك البنكرياس الذي يصل سعره الى 15 الف جنيه بينما يتراوح سعر فص الرئة ما بين 25 و 40 ألف جنيه والكبد يتراوح سعره ما بين 15 و 50 ألف جنيه.
وقال الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إن معدلات
الفقر في مصر ارتفعت إلى نحو 26.3% من إجمالي السكان، وفقا لمقياس الفقر القومي خلال عام 2012/2013، مقابل نحو 25.2 % في عام 2010/2011. وأعلن الجهاز أنه على الرغم من زيادة معدل الفقر العام، إلا أن هناك تراجعا في الفقر «المدقع» إذ وصل إلى 4.4% من السكان مقابل 4.8% خلال نفس الفترة.