يصدر القضاء الألماني، الثلاثاء،
حكمه في أول محاكمة تجري في ألمانيا لرواندي متهم بالمشاركة في
الإبادة التي أسفرت عن سقوط مئات الآلاف من القتلى في رواندا بين نيسان/ ابريل، وتموز/ يوليو 1994.
ويحاكم رئيس بلدية موفومبا السابق (شمال شرق رواندا) اونيسفور روابوكومبي (56 عاما)، الذي لجأ منذ زمن إلى ألمانيا منذ كانون الثاني/ يناير 2011 امام المحكمة العليا في فرانكفورت (غرب)، في إطار محاكمة معقدة استلزمت جلسات دامت مئات الساعات.
ويتهم روابوكومبي بأنه أمر ونسق المجزرة التي ارتكبت في نيسان/ ابريل 1994 بأيدي جنود
روانديين وعناصر في ميليشيات الهوتو، قتل خلالها 1200 من التوتسي على الأقل كانوا لجؤوا إلى كنيسة.
واتهم بالمشاركة في مجزرتين أخريين قبل إسقاط هذه التهم في نهاية 2011، وقد يتعرض لعقوبة السجن المؤبد.
وبدأت المجازر مع اغتيال الرئيس الرواندي جوفينال هابياريمانا، وأسفرت عن مقتل 800 ألف شخص، معظمهم من التوتسي، وأيضا من الهوتو المعتدلين بين نيسان/ ابريل، وتموز/ يوليو 1994.
وتحاكم دول أوروبية عدة، اضافة الى رواندا والمحكمة الجنائية الدولية الخاصة برواندا في اروشا (تنزانيا)، روانديين في قضايا مرتبطة بهذه الابادة؛ وفي فرنسا تتواصل محاكمة باسكال سيمبيكوانغا المسؤول الرواندي الآخر المتهم بالتواطؤ في الابادة الجماعية.
لكن في ألمانيا سيشكل هذا الحكم سابقة؛ فمنذ محاكمة القادة النازيين السابقين (1945-1946) في نورنبرغ، حوكم يوغوسلافيون سابقون بتهمة الابادة، لكن لم يحاكم أي رواندي حتى هذا اليوم بهذه التهمة.
وروابوكومبي المسجون منذ 2011، صدرت بحقه مذكرة توقيف في كيغالي رفعت للانتربول في 2007.
واعتقلته السلطات الالمانية في تموز/ يوليو 2008 في منطقة فرانكفورت (غرب)، حيث كان يقيم مع أسرته منذ 2002. وكانت ألمانيا رفضت تسليمه لرواندا، معتبرة أن شروط محاكمة منصفة في هذا البلد غير مضمونة.
ولاحقا بدأ القضاء الألماني ملاحقات بحق هذا الرواندي، وأرسل مدعين ألمانا الى افريقيا؛ للاستماع الى شهود على الارض.
ووفقا لمنظمة ترايل ووتش غير الحكومية، المتخصصة في القضاء الدولي، فإن روابوكومبي الذي لم تجر المحكمة الجنائية الدولية الخاصة برواندا تحقيقا بحقه في الترتيب الـ435 ضمن قائمة المسؤولين المفترضين عن الابادة الجماعية في رواندا.
وإضافة الى هذه المحاكمة، يحاكم زعيمان متمردان سابقان من الهوتو في القوات الديموقراطية لتحرير رواندا، ومقرها جمهورية الكونغو الديموقراطية؛ هما: اينياس مورواناشياكا، ومعاونه ستراتون موسوني في شتوتغارت (جنوب غرب). وهما متهمان بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ارتكبت في 2008 و2009 بحق مئات المدنيين.