كتاب "
المسيرة السوداء" قدم على هامش المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء في
المغرب.
ويتناول الكتاب الذي يقع في 108 صفحة، شهادة شخصية وذاتية لإحدى المغاربة الذين تم ترحيلهم من
الجزائر في 1975، في إطار ما يعرف بـ"المسيرة السوداء".
ويركز كتاب "المسيرة السوداء" الذي ساهمت في تحريره مارتينا بارتوس، كاتبة سير ذاتية، على المعاناة التي عاشها المغاربة على إثر قرار للسلطات الجزائرية في أواخر عام 1975 بترحيل ما يقرب من 45 ألف عائلة مغربية من الجزائر نحو المغرب.
ويقول رئيس جمعية المغاربة المطرودين من الجزائر محمد الشرفاوي مؤلف الكتاب، إنه ومنذ ترحيل عائلته في عام 1975، لم يستطع أن يحكي ما وقع في الفترة لأولاده حتى توفيت والدته في عام 2005، ليقرر أن يؤرخ لذلك الألم الذي عاشه وشاطرته إياه 45 ألف عائلة أصبحت في ليلة وضحاها دون مأوى تاركة ورائها ممتلكاتها ومتجهة نحو المجهول.
وطالب الشرفاوي في كلمته أثناء تقديم الكتاب، إن أول مطالبهم هي "استعادة الكرامة" من خلال اعتذار الجزائر بخطئها،"ليعوض ولو معنويا الذين عانوا من جراء التهجير".
وقال الشرفاوي إن من الصدف أن مكان المعرض الدولي للنشر والكتاب في الدار البيضاء حاليا، احتضن في عام 1975 مئات المغاربة المطرودين من الجزائر، هؤلاء شأنهم شأن الكثير تم ترحيلهم من مقاعد الدراسة، و من مقرات عملهم، ومن بيوتهم .. بعضهم ترك ورائه أبنائه.
وأضاف قائلا: "أردت كتابة هذا العمل ضد النسيان، حتى لا يصبح هذا الأخير معاناة ثانية"، فالأجيال الحالية أو المستقبلية يجب أن تعرف تاريخها.
وجاء في مقدمة الكتاب التي كتبتها فتيحة السعايدي عضو مجلس الشيوخ في بلجيكا ومن إحدى العائلات المغربية المطرودة، أن "طريق الذاكرة طويل، لكن يجب سلكها"، وهو ما دفعها إلى التفكير أن هذه المعاناة يجب توثق ويتم جمع شهادات من عاشوا تلك المرحلة.
ونوه الشرفاوي إلى أنهم يؤمنون من خلال الجمعية بـ"الاتحاد المغاربي"، فالجزائريون حسب رئيس الجمعية "كانوا أشقائنا وحاربنا إلى جانبهم في نضالهم لاستقلال عن فرنسا".
ويذكر الشرفاوي أن من الجزائريين من احتج على قرار سلطات بلاده القاضي بطرد المغاربة.
وأوضح أن سبب
الطرد يعود إلى "نجاح المغرب في 1975 في استعادة السيادة على أقاليمه الجنوبية التي كانت خاضعة للاحتلال الإسباني، بعد عملية المسيرة الخضراء".
وكان العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، دعا إلى تنظيم "مسيرة خضراء سلمية" بلغ عدد أفرادها 350 ألف شخص ( وهو عدد المواليد سنويا في المغرب آنذاك) شاركت فيها مواطنون من جميع الأقاليم من مدينة طنجة إلى مدينة الكويرة (أقصى جنوب)، وأعطيت انطلاقتها من مدينة مراكش.
وبحسب الكتاب، اتخذت الجزائر قرار ترحيل المغاربة في شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1975 أي بعد شهر على "المسيرة الخضراء"، التي انتهت بسيطرة المغرب على إقليم الصحراء.
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح كحل منح الإقليم حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، فيما تدعو جبهة البوليساريو إلى تنظيم استفتاء لتقرير المصير بالإقليم مدعومة من قبل الجزائر.
ولم يتسن الحصول على تعليق من الجانب الجزائري على ما ورد في الكتاب.