حذرت مفوضية
الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين الثلاثاء، من
المخاطر المحدقة بحياة
المسلمين المحاصرين على أيدي ميليشيات "أنتي بالاكا" (مناهضو بالاكا) المسيحية في جمهورية أفريقيا الوسطى.
وذكرت المفوضية العليا لشئون اللاجئين ، في بيان لها صدر الثلاثاء، أن "غالبية المدنيين المسلمين يخضعون لحصار مشدد في نحو 18 موقعًا مختلفًا في شمال غرب وجنوب شرق أفريقيا الوسطى، بما في ذلك العاصمة بانغي".
وجددت المفوضية العليا لشئون اللاجئين مناشدتها جميع العناصر المسلحة في جماعة أنتي بالاكا المسيحية، "وقف الهجمات العشوائية ضد هؤلاء المدنيين، ودعت إلى "ضرورة الإسراع بنشر مزيد من القوات الدولية في إفريقيا الوسطى لضمان حماية هؤلاء المحاصرين".
كما دعت المفوضية العليا إلى "الإسراع بنزع سلاح الميليشيات المسلحة في البلاد، وتسريح أفرادها، والعمل على إعادة اندماجهم عندما يكون ذلك ممكنًا".
وأشارت المفوضية العليا إلى أن "الحكومة الجديدة في جمهورية أفريقيا الوسطي تحتاج إلى دعم عاجل لإنفاذ القوانين بفعالية وبشكل خاص من خلال نشر قوات الشرطة وإعادة تأسيس نظام قضائي لإنهاء الإفلات من العقاب".
يشار إلى أن أعمال العنف التي شهدتها البلاد منذ كانون الأول/ ديسمبر 2012 وحتى الآن تسببت بنزوح حوالي مليون شخص إلى داخل البلاد وخارجها.
ويوجد حاليا في البلاد، التي تجتاحها موجة من أعمال العنف والقتل الطائفي منذ أشهر، نحو 1600 جندي فرنسي، بالإضافة إلى 6000 من جنود قوات حفظ السلام الأفريقية، وكثيرا ما يتهمهم المسلمون بالفشل في نزع سلاح ميليشيات (مناهضو- بالاكا) التابعة لمتشددين مسيحيين.
ويواصل المسلمون الفرار من منازلهم في بانغي، ومختلف أنحاء البلاد إثر تصاعد الهجمات الطائفية، إذ زاد استهداف الأقلية المسلمة منذ تنصيب "كاثرين سامبا-بانزا" المسيحية، رئيسة مؤقتة جديدة للبلاد الشهر الماضي، خلفًا لـ "ميشال دجوتوديا"، أول رئيس مسلم للبلاد منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960، الذي استقال من منصبه بفعل ضغوط دولية وإقليمية
ودُمرت العديد من المساجد في بانغي، ونهبت العشرات من منازل المسلمين، وقتل الكثيرون منهم وأحرقت جثثهم في الشوارع بعد التمثيل بها، إذ يتهمهم المسيحيون الذين يشكلون غالبية سكان البلاد، بدعم مسلحي "سيليكا" المسلمة.
وبعد تنصيب زعيم ميليشيات سيليكا، ميشال دجوتوديا، رئيسا للبلاد، واصلت فلول "سيليكا" شن غاراتها على أجزاء واسعة من البلاد، في ظل ارتكاب جرائم قتل ونهب بحق الأغلبية المسيحية، الذين لجأوا بدورهم إلى العنف، ما أفضى إلى تصاعد التوترات الطائفية.
وتطور الأمر إلى اشتباكات طائفية بين سكان مسلمين ومسيحيين، شارك فيها مسلحون متشددون من الجانبين ما أسقط مئات القتلى، وفقا لتقديرات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.