كشف مركز حقوقي فلسطيني، النقاب عن بدء
الاحتلال الإسرائيلي فعلياً بتنفيذ مشروع استيطاني جديد على أراضٍ مقدسية في حي الصوانة شرق أسوار مدينة
القدس المحتلة.
وأوضح مركز معلومات "وادي حلوة - سلوان" في بيان الثلاثاء، أن المخطط يتضمّن إقامة متنزه ومدرج في منطقة استراتيجية مطلّة على مدينة القدس المحتلة وأحيائها والبلدة القديمة والمسجد
الأقصى وكنيسة الجثمانية.
وبيّن المركز، أن شركة "موريا" للإنشاءات تقوم بتنفيذ المخطط
الاستيطاني الذي يحمل اسم "المطلة الوسطى"، وذلك بدعم من بلدية القدس الاحتلالية وما تُعرف بشركة "تطوير القدس" الاستيطانية.
من جانبه، قال الخبير الفلسطيني في شؤون الاستيطان، أحمد صب لبن، إن المشروع الجديد يهدف لربط مستوطنة "بيت أروط" اليهودية بكنيسة الجثمانية، وبالتالي خلق تواصل جغرافي ما بين البؤر والحدائق الاستيطانية في سلوان ورأس العامود وتلك الواقعة في أحياء الطور والصوانة.
وأوضح صب لبن، أن رئيس حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينيت يُشرف على المخطط من خلال دائرة مختصة بشؤون القدس تدعى "دائرة التطوير والمبادرات في شرقي القدس"، ورصد لذلك المشروع مبلغ 21 مليون شيكل (ما يزيد على ستة ملايين دولار أمريكي) بحجة "تعزيز قطاع السياحة".
القدس والاستيطان
وعدا عن سياسة زرع البؤر الاستيطانية في البلدة القديمة من القدس، فقد سعى الاحتلال إلى إغراق المدينة بالمستوطنين، وضرب ثلاثة أطواق استيطانية حولها: الأول يطوق منطقة الحرم القدسي الشريف والبلدة القديمة والثاني يطوق الأحياء في القدس، والثالث يطوق القرى العربية المحيطة بالقدس.
ويتحدث الاحتلال عن أن سياسة التطويق هذه تخدم أهدافا عديدة، ومن بينها هدف أمني حيث تقول المصادر الإسرائيلية: روعي في استيطان القدس إمكانية تجدد الحرب في المدينة، لذا فقد جعلت الأحياء الجديدة في المدينة الغربية قريبة من الحدود في مواجهة المنطقة العربية، وعلى طول خط الهدنة، وتحولت المباني إلى مراكز عسكرية، بنيت لتكون جدارا عاليا أمام الجانب العربي، تحمي في الوقت نفسه المباني الموجودة خلفها.
وتم إنشاء عدد كبير من الأحياء الاستيطانية والمستوطنات على رؤوس التلال والأودية التي يسهل الدفاع عنها، وعلى أنقاض ما هدم من أحياء وقرى عربية، وما اغتصب من أراض، ما حصر العرب المقدسيين في ساحات ضيقة ومطوقة.
وأقيم في الجهة الشمالية من القدس "حي اشكول" ملاصقا لحي الشيخ جراح، وأقيم على جبل سكوبس والتلة الفرنسية "حي شابيرا" الاستيطاني، إضافة إلى تجمع استيطاني كبير على جبل الزيتون، وآخر باسم راموت على أراضي النبي صموئيل، ومستوطنة باسم "عتاروت" على أراضي الرام وبيت حنينا، كما أقيم حيّان على أراضي جبل المكبر، وثالث باسم "جيلا" على أراضي بيت صفافا، ثم عاد الاحتلال إلى إقامة حيين استيطانيين على أراضي الشيخ جراح، وعلى القسم الأوسط من جبل المشارف وهكذا.
وهناك عدد كبير من مستوطنات الطوق، على أراضي قرى يالو وعمواس وبيت نوبا وجبل المكبر وصور باهر وشعفاط وعناتا والخان الأحمر ومخماس والرادار.
ولا تتوقف حدود هذه المستوطنات عند الشكل الذي أقيمت عليه، بل يجري توسيعها باستمرار وتوجيه المستوطنين إليها، حتى إن بلدية الاحتلال في القدس التي تهدم كل بيت عربي يتم بناؤه بدعوى البناء بدون ترخيص، تسمح للمستوطنين اليهود بالقيام ببناء عشوائي في أي مكان يستطيعون الاستيلاء عليه، ثم تتولى البلدية تنظيم الأبنية، وتحويلها إلى مستوطنة، وتتولى أيضا الدعوة إلى الاستثمار فيها وتوسيعها.
التضييق على العرب
وفي إطار التضييق على توسيع البناء العربي في القدس، كانت سلطات الاحتلال الإسرائيلية، قد أعلنت عن مساحات خضراء داخل وحول الأحياء العربية في المدينة، يمنع البناء فيها بأي شكل.
وعندما لم تعد تتوفر مساحات واسعة للاستيطان، قفز الاحتلال والمستوطنون نحو المساحات الخضراء التي تبين أنها تركت كاحتياطي استراتيجي للاستيطان، يحقق عدة أهداف، منها الدمج النهائي بين شطري القدس، وتحويل الأحياء العربية إلى "غيتوات" مغزولة، ثم تفتيتها إلى وحدات سكنية صغيرة جدا، فارغة في بحر من المستوطنات والمستوطنين، يسهل اقتلاعها لاحقا لإنجاز تطويق نهائي للقدس وتهويدها.