تضرب محافظات
مصر منذ مطلع الأسبوع الماضي موجة من
الأمطار الغزيرة التي أدت إلى تشكل
السيول في محافظات الصعيد وسيناء والبحر الأحمر، وأودت بحياة ثلاثة أشخاص على الأقل وتسببت في أضرار مادية بالغة.
وأظهرت الأزمة عجز المسئولين عن مواجهتها بالرغم من استغاثة المواطنين بهم، إلا أن الأجهزة المعنية لم تستجب ومارست العادة المصرية الشهيرة في تبادل إلقاء المسئولية على الآخرين، تاركين الأهالي يتعاملون بأنفسهم مع المشكلة.
شلل مروري بالعاصمة
وفي القاهرة، أغلقت مياه الأمطار شوارع العاصمة مما أدى إلى حالة من الشلل المروري في تلك المدينة التي لا ينقصها أسباب إضافية تزيد من تكدس السيارات، فيما تحولت شوارع أرقى الأحياء السكنية إلى برك ومستنقعات وسط فشل الاجهزة المحلية في التعامل مع المياه.
كما أدى هطول الأمطار الشديد إلى تساقط كتل صخرية من جبل "المقطم" المطل على القاهرة، وأعاد إلى الأذهان "كارثة الدويقة" في عام 2008 حين سقطت صخرة من ذلك الجبل على منطقة عشوائية مجاورة وتسببت في مصرع وإصابة العشرات.
لكن محافظ القاهرة قلل من خطورة هذه الانهيارات، وقال لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إنه لا داعي للخوف من هذه الانهيارات الصخرية "البسيطة".
ودعا رئيس الوزراء المؤقت إبراهيم محلب لاجتماع عاجل لوزيري النقل والتنمية المحلية ومحافظي القاهرة والجيزة والقليوبية لبحث إيجاد حل فوري ودائم لمشكلة تجمع مياه الأمطار في الشوارع وتفادي تكرارها في المستقبل.
وقد شهد مترو الأنفاق ادزحاما شديداً نتيجة لتأخر حركة التقاطر بسبب سقوط الأمطار.
انقطاع الكهرباء والاتصالات
وأغرقت مياه السيول أسيوط وتسببت في تعطيل الحياة، حيث انقطعت الكهرباء ومياه الشرب عن المنازل، وارتفعت المياه في الشوارع بشكل لم تشهده المحافظة منذ سنوات طويلة وسط غياب تام للمسؤلين من الشوارع ولم تتحرك الأجهزة التنفيذية حتى الآن للتخفيف من أثار الكارثة.
وقال اللواء إبراهيم حماد، محافظ أسيوط، إنه سيتم صرف تعويضات مناسبة للأهالي المتضررين جراء السيول التي غمرت منازلهم وأراضيهم الزراعية في قرى ''العتمانية" و"وادي الشيح" و"عزبة الحاج أحمد''، التي تم إخلاؤها من السكان.
كما قرر المحافظ منح طلاب المدارس في القرى المتضررة إجازة لمدة يومين حتى يتم الانتهاء من رفع المخلفات التي أحدثتها السيول.
وفي الوادي الجديد والأقصر، أدت الأمطار الغزيرة التتتي تهطل لليوم الثالث على التوالي، إلى تصدع عشرات المنازل الطينية وإغراق شوارع المدن والقرى.
وفى سوهاج تسببت الأمطار فى انقطاع الكهرباء على مستوى المحافظة 12 ساعة كاملة وتوقفت محطات مياه الشرب عن العمل، كما انقطعت الإتصالات الهاتفية وشبكات الإنترنت.
كما تسببت الأمطار في هبوط أرضى بطريق سوهاج البحر الأحمر وتم احتجاز عشرات السيارات والمواطنين داخله.
ولقيت امرأتان على الأقل مصرعهما بعد انهيار منزلين جراء الأمطار الغزيرة، بالإضافة إلى انهيار سقف مسجد بمركز طهطا وأصيب شخصين جراء الحادث.
وناشد الأهالي القوات المسلحة لإنقاذهم وإيجاد مأوى لمن تهدمت منازلهم بالكامل ويعيشون الآن في العراء، وأكدوا أن السيول تسببت أيضا في إغراق أكثر من 15 ألف فدان من الأراضي الزراعية وتدمير المحاصيل.
انهيارات بمطار الغردقة
وفي مدينة الغردقة - عاصمة محافظة البحر الأحمر - أدت الأمطار الغزيرة إلى حدوث هبوط أرضى وتصدعات بالشوارع الرئيسية، كما قطع طريق الغردقة القاهرة بعد أن جرفت السيول أجزاء من الطريق وتم ايقاف حركة السير عليه بشكل كامل.
وتسببت السيول في غلق كل الطرق المؤدية للغردقة وانعدام المواصلات، وتكدست السيارات والشاحنات، كما جرفت السيول بعض السيارات وتعطل عدد آخر.
ويحاول رجال الحماية المدنية إعادة إصلاح الطريق لإعادة حركة المرور لطبيعتها، كما شاركت قوات من الجيش بمعداتها في سحب المياه من شوارع المدينة خاصة أمام الفنادق والمنتجعات السياحية والمحلات التجارية.
كما تسبب الأمطار إلى انهيار أسقف صالات مطار الغردقة بالكامل وتم تشكيل لجنة فنية لفحصها وإصلاحها.
وتسبب سوء الأحوال الجوية في تأجيل مباراة فريقي الجونة ومصر المقاصة في الدوري الممتاز لكرة القدم، التي كان مقررا لها عصر الأحد.
وفي جنوب سيناء تعرضت مدينتا سانت كاترين ودهب لسيول قوية وتم إغلاق طريق طور سيناء شرم الشيخ.
وفشل المسؤولون بمدن طور سيناء وشرم الشيخ من التخلص من مياه الأمطار وتجمعت لعدة ساعات في برك أعاقت حركة المرور بسبب عدم وجود بلاعات لتصريف المياه.
وكانت محافظة شمال سيناء قد شهدت عام 2010 موجة سيول مفاجئة دمرت مئات المنازل، وأعلنت الحكومة في حينها بناء مخرات للسيول لتقليل الأخطار المحتملة مستقبلا.
قرى تسبح في الطين
وتحولت قري وشوارع محافظة الغربية إلي برك ومستنقعات، عقب هطول أمطار غزيرة على المحافظة مساء الأحد تسببت كذلك في انقطاع التيار الكهربائي.
وفي القليوبية امتلأت جميع شوارع المحافظة ببرك المياه، وتسببت فى شلل للحركة المرورية، كما لقيت فتاة مصرعها غرقاً في محافظة المنوفية، حيث عثرت فرق الإنقاذ على جثتها الاثنين.
وتوقع بيان لهئية الأرصاد الجوية أن تتواصل الاضطرابات الجوية حتى نهاية الأسبوع، وأن تهطل الأمطار بشدة على محافظات الصعيد وسيناء وسلاسل جبال البحر الأحمر تصل إلى حد السيول.
وأصدرت وزارة التعليم تعليمات لمديريات التعليم بمحافظات الصعيد بالسماح للطلاب بإخلاء المدارس في المناطق التي تشهد طقسا سيئا حرصا على سلامتهم.