نعت أوساط ثقافية وفنية عراقية الشاعر والكاتب والفنان محمد سعيد الصكار الذي توفي الاثنين في العاصمة باريس عن عمر ناهز الثمانين عاما بعد معاناة مع المرض.
وكرست صحيفة المدى الواسعة الانتشار الثلاثاء معظم صفحاتها لهذه المناسبة التي اعتبرتها خسارة كبيرة للمشهد الثقافي
العراقي برحيل الصكار.
أما الناقد علاء المفرجي رئيس القسم الثقافي في صحيفة "المدى" فقال إن" الصكار شكل حياة حافلة ممتلئة ومضطربة عاشها في العراق والغربة وشكل التزامه الإنساني والوطني الثابت بقضية الكادحين والمحرومين والوفاء لهم ابرز ملامح مسيرته اللامعة وساهمت كتاباته في إذكاء الروح النضالية والتحدي لعهود الاستبداد".
وذكر مصدر في مؤسسة المدى للثقافة والفنون أن الترتيبات بدأت لنقل جثمان الراحل الصكار إلى بغداد.ولد محمد سعيد الصكار في محافظة ديالى شمال العاصمة العراقية عام 1934. ودرس فيها المرحلة الابتدائية قبل ان ينتقل إلى البصرة التي نشأ وترعرع فيها.
وتجمعت لدى الصكار المواهب الإبداعية فعرف بموسوعيته المتنوعة في مجال الخط والمسرح والشعر والصحافة. وينتمي الصكار إلى جيل يضم شعراء وكتاب منهم رشدي العامل وسعدي يوسف، ويحيى بابان ونزار عباس. هذه المجموعة شكل معها الصكار ما اطلق عليه بمجموعة المرفأ أو جماعة المرفأ.
مارس محمد سعيد الصكار العمل الصحفي تحريرا وخطا وتصميما منذ منتصف الخمسينات وعمل على تصميم أغلقة الكتب في الصفحة الرئيسية الأولى لصحيفة المدى. وكتب رئيس تحرير الصحيفة فخري كريم الذي يعد من اقرب أصدقاء الراحل الصكار "بقي الصكار يقاوم اليأس ويتحامل على عكازة أحلامه لعله يفرغ بعضا من شحنات حنينه إلى ما تبعثر وتشكل من جديد على صورة غزاته المتلفعين بعباءة الإيمان الموبوء بالكراهية للإنسان وتشوفاته للحقيقة والجمال" .