أصيب عدد من الشبان المقدسيين واعتقل ثلاثة آخرون فجر الأحد، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة العيسوية شمال شرق القدس المحتلة، وذلك بمناسبة يوم الأرض.
وقال عضو لجنة المتابعة بالبلدة محمد أبو الحمص إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت البلدة فجرًا واعتدت على المواطنين بالهراوات ورش غاز الفلفل، مما أدى لإصابة نحو أربعة منهم، كما اعتقلت ثلاثة شبان.
فيما شهدت بلدات عربية في فلسطين المحتلة عام 1948، في الساعات الأولى من صباح الأحد، إضرابا عاما بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض.
وتحدث شهود عيان، عن تراجع حركة السير في طرقات بلدات الناصرة وأم الفحم وسخنين بشكل كبير، صباح الأحد، مقارنة مع الحركة المعتادة في هذا التوقيت من مثل هذا اليوم، الذي يعد بداية الأسبوع لدى الصهاينة.
ووزع مئات النشطاء في البلدات العربية مناشير تدعو الى الإضراب العام ردا على "الهجمة الإسرائيلية على الأراضي العربية في النقب وهدم القرى غير المعترف بها وإقرار قوانين عنصرية".
وكانت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية قد أصدرت بيانا دعت فيه الى "أوسع وحدة وطنية في هذا اليوم عبر الالتزام بالإضراب العام والذي يشمل السلطات المحلية والمدارس والمؤسسات التعليمية العربية والمشاركة الفاعِلة في جميع فعالِياتها ونشاطاتها، بعيدًا عن الخِلافات والاختلافات، في مواجهة المخاطِر الجَماعية التي لا تستثني أحدا، بدون رفع الأعلام الحزبية أو الهتافات الفئوية، ورفع الأعلام الفلسطينية فقط".
وناشدت اللجنة جميع الأحزاب والحركات السياسية، والسلطات المحلية والهيئات الشعبية، تحمل مسؤولياتها والقِيام بدورها وواجبها، في تنظيم الفعاليات والنشاطات التعبوية، المحلية منها والقطرية، لإنجاح الإضراب العام.
وقالت النائب في الكنيست
الإسرائيلي حنين الزعبي إن
يوم الأرض هو واقع نعيشه يوميا وذلك بسبب مصادرة إسرائيل للأراضي، ومحاصرة وخنق الوجود العربي في مناطق الـ48.
وأضافت لـ"عربي21" أننا كفلسطينيين نعيش على 3 بالمائة فقط من أراضينا، وإسرائيل استولت على أكثر من 82 بالمائة من أراضي
فلسطين.
وقامت إسرائيل ببناء أكثر من ألف مدينة وقرية يهودية بمحاذاة المناطق العربية بهدف منع التواصل بين التجمعات العربية وفصلها عن بعضها البعض.
وأن المشروع الصهيوني قائم على نهب أكبر قدر ممكن من الأراضي.
وأشارت الزعبي أن إسرائيل تخطط إسرائيل لمصادرة أكثر من 800 ألف دونم من أراضي النقب وتهدف من وراء ذلك إلى تهجير أكثر من 30 ألف فلسطيني من هذه الأراضي.
وتابعت أن عدد السكان الفلسطينيين تضاعف تسع مرات عما كان منذ عام 48 عندما احتلت إسرائيل فلسطين.
وقالت الزعبي إن "سياسة الإستيطان داخل مناطق 48 لا يختلف عنه في مناطق 67".
وأضافت أن التفاعل مع ذكرى يوم الأرض كان كبيرا هذا العام وأن هناك احياء لاحتفالات ومهرجانات احتفاء بهذه المناسبة، وأن فئة الشباب الأكثر مشاركة.
وأشارت إلى أن تحرير العالم العربي من الأنظمة الفاسدة هو الطريق الصحيح لتحرير فلسطين.
لأنه عند قيام أنظمة ديمقراطية وحرة تكون الكلمة للشعوب وهي صاحبة القول فيها، وإذا كانت الشعوب حرة وصاحبة قرار فإنها تفرض على أنظماتها ما تراه صحيحا ومناسبا، وتكون مقدمة لوضع القضية الفلسطينية في قلب العالم العربي.
وأضافت الزعبي إن السياسة المتبعة لدى إسرائيل هو بيع أملاك اللاجئين وأن ما بين 2007-2013 قامت ببيع أكثر من 750 ملكية، وهي محاولة لمنع اللاجئين من استعادة أملاكهم، وتعتبر الحلقة الأخيرة من المصادرة، حتى لايبقى إثبات لدى اللاجئين بأنه كانت لديهم أملاك في هذه الأراضي.
واستنكرت سكوت السلطة الفلسطينية بهذا الأمر واعتبرته أمر غير مبرر، وأن ما تقوم به إسرائيل هو تجاوز على القانون الدولي.
وطالبت الزعبي السلطة بالتوجه إلى المحكمة الدولية ومحكمة لاهي من أجل إثبات هذا الأمر لأن القانون الدولي يعتبر بيع أملاك اللاجئين أمر محرم بالقانون الدولي.
من جانبه قال نقيب الزراعيين المهندس محمود أبو غنيمة إن الأرض قيمة وليست سلعة وعلى المسؤولين أن يتعاملوا مع فلسطين على هذا الأساس.
وأضاف لـ"عربي21" أن "جزءا كبيرا من البلدان العربية يتم التعامل معها بطريقة العرض والطلب ويتم البيع لمن يدفع أكثر".
وأشار أن هذه الأرض للشعوب وليست للأنظمة لأن الشعوب قالت كلمتها وقالت ننتصر أو نموت.
وأنه علينا الرجوع للمقولة الشهيرة ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وأن المفاوضات القائمة لن ترجع شبرا من الأرض ولن تحرر أسيرا، وبغير ذلك يكون ضربا من الخيال.
ويحيي الفلسطينيون، الأحد، 30 آذار/ مارس، ذكرى "يوم الأرض"، التي ترجع لأحداث وقعت في عام 1976 بعد إقدام الحكومة الإسرائيلية على مصادرة مساحات شاسعة من أراضي السكان العرب الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الوقت، يحيي الفلسطينيون في كافة مناطق تواجدهم، هذه الذكرى بفعاليات ومسيرات، ويعتبرونها رمزًا من رموز الصمود الفلسطيني، كونها تعبّر عن محور الصراع مع إسرائيل المتمثل بـ"الأرض".
وتعود جذور الأحداث إلى "نكبة فلسطين"، وقيام دولة إسرائيل على أنقاضها، حيث بقي داخل حدود فلسطين التاريخية قرابة 156 ألف فلسطيني، لم تستطع القوات الإسرائيلية إجبارهم على الرحيل، وتم منحهم الجنسية الإسرائيلية.
لكن السلطات الإسرائيلية دأبت على مصادرة أراضيهم، وقراهم، والتضييق عليهم بهدف دفعهم لمغادرة البلاد.
وفي عام 1976 صادرت الحكومة الإسرائيلية مساحات كبيرة من أراضي الفلسطينيين، وخاصّة في منطقة الجليل.
ودفع هذا الإجراء الجماهير الفلسطينية إلى إعلان "إضراب شامل"، اعتبره المراقبون بمثابة "أول" تحد من قبل الفلسطينين للسلطات الإسرائيلية منذ قيام إسرائيل عام 1948.
لكن إسرائيل قابلت الإضراب، بقسوة وقمع، حيث دخلت قوات كبيرة من الجيش والشرطة، مدعومة بالدبابات إلى القرى الفلسطينية، الأمر الذي تسبب بسقوط شهداء وجرحى.
كما نظّم الفلسطينيون تظاهرات عديدة، دفاعا عن أراضيهم، قابلتها إسرائيل بالقمع، حيث وقعت صدامات مع قوات الشرطة والجيش الإسرائيلي، أسفرت عن استشهاد ستة أشخاص.
ورغم أن القتلى يحملون الجنسية الإسرائيلية، لكنّ السلطات رفضت مطالب ممثلي العرب بتشكيل لجنة للتحقيق في ظروف مقتلهم.
واكتسبت أحداث عام 1976 أهمية كبيرة، كونها الصدام الأول بين الجماهير الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة عام 1948، مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
كما أن إحساس الجماهير الفلسطينية بالخطر المحدق، نتيجة سلب أراضيها المتواصل، دفعها للتحرك بشكل جماعي ومنظم.
وتركزت المواجهات خاصة في منطقتي الجليل والمثلث، وخاصة في قرى وبلدات عرابة - دير حنا – سخنين، وكذلك صحراء النقب جنوبا.
منذ ذلك الوقت، تعتبر معركة الأرض بالنسبة للفلسطينيين مستمرة، نظرا لاستمرار السياسات الإسرائيلية ذاتها، الهادفة لابتلاع الأراضي الفلسطينية عبر مصادرتها بغرض إقامة المستوطنات اليهودية عليها.
وكان مما زاد من دافعية الفلسطينيين لمواجهة السياسات الإسرائيلية، صدور قرار من السلطات الإسرائيلية، في 13 شباط/ فبراير 1976 يمنع العرب من دخول منطقة رقم (9)، وهي منطقة تبلغ مساحتها قرابة 60 ألف دونم، وتقع ضمن نطاق قرى عربية وهي سخنين وعرابة ودير حنا.
كما أشعرت وثيقة أصدرها قائد لواء الشمال في وزارة الداخلية الإسرائيلية تعرف باسم (وثيقة كيننغ) في 1 آذار/ مارس 1976، الجماهير العربية بالخطر الشديد، حيث اقترحت تهويد منطقة الجليل.
كما اقترحت ممارسة التضييق الاقتصادي على العائلات العربية عبر ملاحقتها بالضرائب وإعطاء الأولوية لليهود في فرص العمل، وكذلك تخفيض نسبة العرب في التحصيل العلمي وتشجيع التوجهات المهنية لدى التلاميذ العرب، وتسهيل هجرة الشباب والطلاب العرب إلى خارج البلاد ومنع عودتهم إليها.
وبدأت شرارة مظاهرات يوم الأرض في 29 آذار/ مارس بمظاهرة شعبية في بلدة دير حنا، تعرضت للقمع الشديد من الشرطة، تلتها تظاهرة أخرى في بلدة عرّابة، وكان القمع الإسرائيلي أقوى، حيث سقط خلالها قتيل وعشرات الجرحى.
وأدى خبر استشهاد المتظاهر إلى اتساع دائرة المظاهرات والاحتجاج في كافة المناطق العربية في اليوم التالي.
وخلال المواجهات في اليوم الأول والثاني من 29-30 آذار/ مارس سقط ستة قتلى، ليتم إطلاق "يوم الأرض" على 30 آذار/ مارس من كل عام.
من جهتها طالبت نقابة المهندسين الأردنيين وقف المفاوضات مع العدو والتي لم تمنعه من ارتكاب المزيد من الجرائم، والاستمرار بسياسته الاستيطانية والعنصرية.
ووجهت بمناسبة يوم الأرض الدعوة للدول العربية التي تقيم علاقات مع "الكيان الصهيوني" إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية معه.
وأكدت أنه بالرغم من مرور السنين ومحاولات محو الذاكرة إلا أن تكرار المشهد الذي وقع في مثل هذا اليوم من العام 1976 على يد قوات الاحتلال الصهيونية بحق فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948 يؤكد بأن لا سلام مع هذا العدو الذي تتغير شخوصه ولا تتغير سياساته العنصرية والاحتلالية البغيضة.
وأضافت أنه في مثل هذا اليوم كانت الدماء الزكية تروي الأرض الفلسطينية دفاعا عن الكرامة العربية التي تستصرخ اليوم دون مجيب، مشيرة إلى أن العدو الصهيوني الذي أراق الدماء العربية هو نفسه الذي يريقها اليوم رغم أوهام السلام والمتآمرين على قضية أمتهم.
وبينت أن العدو لا يخفي خططه لتهجير السكان العرب في الأراضي المحتلة عام 1948 من خلال محاولته فرض مسمى الدولة اليهودية على كيانه المصطنع، ولا يمر يوم إلا ويمارس فيه هذا العدو سياسته التهويدية بحق المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
وشددت النقابة أن فلسطين من البحر إلى النهر أرض عربية لا يملك أحد حق التنازل عن شبر واحد منها، وأن المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير الأرض والمقدسات.
ودعت إلى ضرورة التصدي لمحاولات تهويد القدس والمسجد الأقصى بكل الوسائل المتاحة عربيا إسلاميا.
وأشارت النقابة بأن يوم الأرض هو أكبر رد على ما يثيره العدو الصهيوني بأن الأردن هي الوطن البديل للفلسطينيين، الذين دافعوا بأجسادهم العارية عن أرضهم وبات استذكار هذا اليوم صفعة في وجه العدو.