كتب مازن حماد: يتعرض الرئيس الأميركي باراك أوباما لضغوط هائلة من خصومه السياسيين ومن وسائل الإعلام للتصرف بقوة ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي استرجعت بلاده شبه جزيرة
القرم من أوكرانيا بالأساليب العسكرية، والذي تعهد بالدفاع عن المواطنين الروس في أوكرانيا ومختلف أنحاء العالم.
ويجمع المراقبون على أن العقوبات الأميركية التي وضعت عشرين مصرفاً ومسؤولاً سياسياً على القائمة السوداء، هي في واقع الأمر فاشلة وغير فعالة. وإذا تساءلنا عن خيارات أوباما الأخرى نجدها قليلة وأهمها تخفيض واردات أوروبا من الغاز الروسي، لكن السؤال الرئيسي يدور حول مدى أهمية ضم موسكو للقرم.
تقول الحقائق إن القرم مهمة لواشنطن إذا كان هدف الولايات المتحدة إضعاف
روسيا وعزلها، لكن القرم ليست ذات أهمية على الإطلاق للأميركيين إذا نظروا لسياستهم الخارجية من منظور إشراك روسيا في مواجهة التحديات الدولية.
وإذا كان هناك في بعض الأحيان تضارب في مصالح البلدين، فإن ذلك يجب تقبله كمنتج «جيوسياسي» للخلافات بين الدول.
وكما يقول أحد الصحفيين الروس فإن استقرار أوكرانيا مهم لموسكو أكثر من أهمية استقرار المكسيك لواشنطن.
ولو أردنا أن نكون موضوعيين، يمكننا القول إن معظم الأميركيين لا يعرفون أين تقع شبه جزيرة القرم على الخريطة. وفضلاً عن ذلك تقول استطلاعات الرأي الحديثة إن ثلثي الأميركيين تقريباً لا يريدون لبلادهم التورط في النزاع حول أوكرانيا.
لذلك كله من المؤسف حقاً ترك أزمة القرم تدمر التعاون والشراكة بين موسكو وواشنطن اللتين تحاربان الإرهاب الدولي. كما أن الولايات المتحدة لا تستطيع التخلي عن دور موسكو في إيجاد حل للبرنامج النووي الإيراني.
بالإضافة إلى ذلك فإن روسيا هي التي أقنعت الولايات المتحدة بعدم الانجرار إلى الحرب السورية، كما أن الدبلوماسية الروسية هي وحدها القادرة على لجم سياسات حافة الهاوية التي تتبعها كوريا الشمالية مع الأميركيين.
في النهاية يمكن القول إن مصير العقوبات الغربية على روسيا هو الفشل الذريع.
(الوطن القطرية)