كتب علي حمادة: في مقابلته الصحافية الاخيرة توصل الامين العام لـ"
حزب الله" الى خلاصات عن الوضع في
سوريا وترتكز على مجموعة "الحقائق " كما يراها السيد حسن نصرالله. فقد اعتبر ان مرحلة اسقاط النظام والدولة في سوريا انتهت، وان سوريا لن تقسم وان مشكلة حزبه لا تكمن في التدخل في سوريا، بل في انه تأخر ليتدخل، وان المعطيات الدولية والاقليمية تغيرت وتراجع الضغط عن النظام".
صحيح ان النظام لا يزال يقاتل وصحيح انه يتقدم في بعض المناطق، ولكن الصحيح ايضا ان النظام لا يقاتل، وحده، بل انه مدعوم باعداد كبيرة من مسلحي "حزب الله" وميليشيات عراقية عاملة تحت امرة ايران، فضلا عن حجم امداد هائل بالسلاح والذخائر مصدره ايران وروسيا على حد سواء. لكن الاصح في ذلك كله ان النظام وحلفاءه في سوريا، وان حققوا شيئا من التقدم في بعض المناطق، فانهم لم يحققوا تقدما حاسما يمكن التعويل عليه في الحرب ككل. فمعظم الاراضي السورية لا تزال خارج سيطرة النظام الذي يظهر يوما بعد يوم عجزا حقيقيا في توسيع نطاق سيطرته العسكرية على الارض. ومع ان مناطق محاذية للحدود مع لبنان (القصير ويبرود) سبق ان سقطت بيد القوات الداعمة للنظام، فان عدم استرجاعها من الثوار يعود الى وجود مقاتلي الميليشيات اللبنانية والعراقية، لا الى كفاية جيش النظام المعتمد عمليا على السلاح الجوي وكثافة النار. اكثر من ذلك، فإن معظم مناطق الجنوب في حوران والقنيطرة سقطت بيد الثوار. كما ان ريفي حمص وحماة خارجان عن سيطرة النظام. ومعظم مناطق الشمال السوري شهدت اخراج قوات النظام منها. ولا ننسى معركة الساحل السوري التي قلل السيد حسن نصرالله من اهميتها، وتأثيرها النفسي على "خزان" النظام الشعبي.
والحقيقة ان بقاء النظام حتى الان تعود اسبابه الرئيسية الى حجب الغرب الدعم الحقيقي عن قوات المعارضة، مما اطال عمر الازمة وسمح للايرانيين والنظام في سوريا برمي ورقة التنظيمات المرتبطة بـ"القاعدة" التي اصطدمت بقوى الحراك الثوري في كل مكان، وبفصائل "الجيش السوري الحر". ومن يراجع شريط معارك تنظيم كـ"داعش" يدرك سريعا انه لم يقاتل مرة واحدة النظام، بل انه شن حربا شاملة على "الجيش السوري الحر" وجميع فصائل الثورة، مما شتّت قوة "الجيش الحر".
لم يجتز نظام بشار الاسد مرحلة السقوط، بل تأخر فقط، ولا انتصارات حاسمة حتى الان. وقد بلغ "حزب الله"، على الرغم من قدراته الكبيرة، سقف امكانياته لدعم النظام، ولا سيما ان ارقاما من مصادر قريبة تتحدث عن سقوط ما يزيد على 900 مقاتل من صفوفه في القتال في سوريا، مما يجعل ضريبة الوظيفة الاقليمية باهظة الثمن، والاعداد في ازدياد دائم ومعها الجنازات.
(النهار اللبنانية)