حزب يساري بالمغرب يدافع عن تحالفه مع العدالة

دافع  الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، ووزير الإسكان المغربي، محمد نبيل بن عبد الله، عن تحالف حزبه مع حزب العدالة والتنمية ضمن التكتل الحكومي، معتبرا أن التحالف مع بن كيران يقوم على أساس برنامج إصلاحي واضح، وأن ذلك لا يعني إلغاء الفوارق الإيديولوجية بينهما.
 
المسؤول الحزبي اليساري، عبر في ندوة الاثنين، بالرباط، عن رفضه لما وصفه بالمقاربات السطحية التي يتداولها البعض، والقائلة بأن الحكومة الحالية محافظة ويتعين مواجهتها من منطلق إيديولوجي، وذلك في إشارة منه إلى تصريحات سابقة للكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، والذي كان حليفا للتقدم والاشتراكية وحزب الاستقلال في إطار ما يعرف بالمغرب "بالكتلة الديمقراطية".
 
وأشار بن عبد الله، متحدثا في ندوة صحفية خصصت لسير التحضير للمؤتمر الوطني التاسع لحزبه المرتقب انعقاده يومي 30 و31 أيار/ مايو القادم، إلى العديد من التهجمات والضغوطات التي واجهها الحزب بسبب تحالفه مع حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية، خاصة من طرف عدد من المكونات اليسارية، وأيضا أصوات من داخل الحزب نفسه، غير أن هذه الأخيرة حسب وزير الإسكان تم احتواؤها والأولى لا تخرج عن المقاربات السطحية للموضوع.
 
وفي محاولة لتأكيد التمايز مع العدالة والتنمية، أكد الزعيم اليساري بأن حزبه عارض بعض الإجراءات التي اتخذتها الحكومة من قبيل "نظام المقايسة" (ربط الأسعار المحلية للبترول بالأسعار الدولية)" كما ذكر أن النقاش سيكون محتدما بين مكونات الأغلبية في إطار تدقيقات ورش الإصلاحات الكبرى كصندوق المقاصة وأنظمة التقاعد.

ولم يفت المتحدث الإشارة إلى أن الاختلاف وحرارة النقاش بين المكونات الحكومية أمر طبيعي، وأنه لا يعني بالمرة تملص الحزب من مسؤوليته الكاملة في كل الإنجازات الحكومة الإيجابي منها والسلبي.
 
وحول الترشيحات المرتقبة لقيادة الحزب في المؤتمر المقبل، قال بن عبد الله إن "الحزب يرحب بكل الترشيحات وأنه سيتلقاها بأريحية كاملة، وأنهم في الحزب سيعملون على أن تمر هذه العملية على أحسن ما يرام".
 
أما عن علاقة الحزب اليساري -الذي يتخذ من الكتاب رمزا-، مع أحزاب المعارضة خاصة التي جمعته بها الكتلة يوما وفي لهجة طبعتها المهادنة قال المتحدث، "إنهم سيظلون حلفاءنا حتى لو قرروا غير ذلك"، مردفا "سننتظر حتى يغيروا مواقفهم كما وقع خلال التسعينيات عندما تم فصلنا من الكتلة لنعيش المشاركة في تجربة الانتقال الديمقراطي"، وختم "لن يصدر منا أي أمر يمكن أن يعمق الخلاف أو التباعد".
 
 يشار إلى أن حزب التقدم والاشتراكية المعروف اختصارا بـ (PPS) هو حزب يساري مغربي تخلى عن النهج الشيوعي منذ عام 1995، ويصنف ضمن اليسار الديمقراطي، وتقول أوراقه إن هويته تنبني على قيم العدالة الاجتماعية والتقدم والحداثة. وقد اعترف به حكومياً في الـ 1974، وكان بين 1969 و1974 يسمى حزب التحرر والاشتراكية قبل ترخيصه، وهو وريث الحزب الشيوعي المغربي.