ألقت السلطات السعودية القبض على 3 سعوديين بعد ظهورهم على "يوتيوب"
مثل كرة ثلج متدحرجة تكبر شيئاً فشيئا، انتشرت مقاطع مسجلة على موقع "يوتيوب" لسعوديين ينتقدون الأوضاع في بلادهم، شارك فيها العديد من الشباب والفتيات، في ظاهرة جديدة بدأت السلطات بالتصدي لها من خلال تحويل المشاركين إلى المحاكمات.
"التسجيلات التي ظهرت تعبر عن غضب شعبي على الظلم والفساد، وهو شعوري نفسه وشعور الكثير مما نعرف" هذا ما تقوله الشابة السعودية صبا العسيري في آخر التسجيلات التي أثارت جدلاً في السعودية.
وتضيف العسيري "عندما سمعت التسجيلات قررت المشاركة على الفور، وأنا متأكدة أنّ الملايين مثلي يعانون نفس المعاناة، فالواقع سيئ جداً، وأموال البلد تنهب، وأهل البلد يعانون من الفقر والبطالة، وآل السعود يسرقون كل شيء".
أما الشابة أسماء المالكي التي أشارت إلى أنها تفتخر "بـ الأبطال الذين سبقوها برسائلهم المسجلة"، قالت: "إن كل من يبادر بالإصلاح يقمع، ولا حل إلا أن ننتزع حقوقنا بأيدينا".
كما اتهمت المالكي مشايخ وعلماء وقضاة السعودية بالمساهمة في الفساد.
وكانت السعودية، والتي تبلغ ميزانيتها لعام 2014 ما يقارب الـ 228 مليار دولار، ألقت القبض في نهاية شهر آذار/ مارس الماضي على ثلاثة أشخاص، نشروا فيديوهات تنتقد النظام، وتطالبه بالإصلاح.
ورغم الوفر المالي الكبير في الميزانية السعودية في واحدة من أغنى بلاد العالم، إلا أن سوء توزيع الثروة بين الشعب والأسرة الحاكمة أدى إلى خلل كبير في المجتمع السعودي، وتزايد الفقر، وتراجع مستوى المعيشة بين السعوديين مقارنة بدول نفطية مجاورة.
وتبع هذه التسجيلات، التي انتشرت كالنار في الهشيم، إطلاق عدد من الهاشتغات "وسم" على موقع "تويتر" الأكثر انتشاراً بين السعوديين تؤيد مطالبهم، كان أشهرها #الشعب_يقول_كلمته.
يشار إلى أن منظمة "هيومان رايتس ووتش" التي تُعنى بحقوق الإنسان، طالبت الرئيس الأمريكي باراك أوباما في آذار/ مارس الماضي بمناقشة قضايا حقوق الإنسان، في زيارته الأخيرة إلى السعودية.
وأكدت "هيومان رايتس" أن السلطات تقوم بتضييق الخناق على نشطاء المجتمع المدني والمعارضين السلميين.
كما لفتت في تقرير لها، إلى أن القانون السعودي الجديد لمكافحة الإرهاب "يجرم تقريبا كل فكر أو تعبير معارض بوصفه إرهابا".