عبرت
الولايات المتحدة عن أسفها لقرار رئيس وزراء الكيان
الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خفض الاتصالات مع الفلسطينيين، باستثناء
التنسيق الأمني ومفاوضات السلام، بعد اتهام واشنطن لتل أبيب بعرقلة عملية السلام المتعثرة أصلا.
يأتي ذلك تزامنا مع لقاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بنظيره الإسرائيلي إفيغدور ليبرمان، الذي أكد استعداد بلاده القيام بالكثير من التضحيات لتحقيق السلام مع الفلسطينيين، شرط أن تكون لدى هؤلاء نفس النوايا.
وأعربت الولايات المتحدة على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي، عن "أسفها" لقرار رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الحد من اتصالات وزراء حكومته مع نظرائهم الفلسطينيين.
وقالت المتحدثة بساكي: "بالطبع نحن على علم بالقرار الإسرائيلي ونحن نعتبره مؤسفا".
وأوعز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، لوزراء حكومته بالحد من اتصالاتهم مع نظرائهم الفلسطينيين باستثناء التنسيق الأمني ومفاوضات السلام، وذلك غداة اتهام وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للدولة العبرية بعرقلة عملية السلام المتعثرة.
وأضافت بساكي: "نعتقد أن التعاون بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية كان مفيدا لكلا الطرفين". وتابعت: "نحن نواصل حض الطرفين على أخذ خطوات تساهم في خلق بيئة مؤاتية للسلام".
وأتى تصريح بساكي بينما كان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يستقبل في مقر الوزارة نظيره الإسرائيلي إفيغدور ليبرمان.
وقال كيري في مستهل اللقاء: "بالطبع نحن نسعى جاهدين لإيجاد طريق للمضي قدما".
وأضاف أن "كلا الطرفين عبر عن رغبته في إيجاد طريق للمضي قدما في المحادثات. نحن طبعا نريد أن يحصل ذلك. نحن نعتبره أمرا مهما لكليهما".
وبحسب مكتب ليبرمان فإن الاجتماع دام زهاء ساعة وتطرق فيه الحوار، فضلا عن قضية
المفاوضات مع الفلسطينيين، إلى قضايا أخرى بينها الملفان الإيراني والسوري.
كيري يصوّب نحو الطرف الإسرائيلي
وكان كيري، وفي خطوة غير معهودة من جانب واشنطن، اتهم الثلاثاء إسرائيل بعرقلة عملية السلام مع الفلسطينيين.
ورغم أنه لم يوفر الفلسطينيين من انتقاداته، فقد صوب كيري سهامه نحو الحليف الإسرائيلي، معتبرا أن بناء مئات الوحدات الاستيطانية في القدس الشرقية المحتلة، ورفض الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين، أوقعا عملية السلام في مأزق.
وقال كيري أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي: "للأسف لم يتم الإفراج عن المعتقلين (الفلسطينيين) السبت (29 آذار/ مارس) كما كان مقررا (...) ثم مضى يوم، يومان، ثلاثة أيام، ثم وعندما كان يمكن أن يقوم (الإسرائيليون) بذلك (الإفراج عن الأسرى) تم إعلان بناء 700 وحدة استيطانية في القدس وها نحن هنا الآن".
ومجددا دافعت بساكي عما قاله كيري، مؤكدة أن الوزير لم يدخل في "لعبة إلقاء اللوم" على طرف دون آخر.
وقالت إن وزير الخارجية "لا يعتقد.. أن هناك طرفا يستحق أن يلام أكثر من الآخر لأن كليهما قاما بخطوات لا تساعد" العملية السلمية.
من جانبه قال ليبرمان إن إسرائيل والولايات المتحدة لديهما "الرغبة نفسها في التوصل إلى حل شامل واتفاق على الوضع النهائي".
وأضاف: "نحن مستعدون للقيام بالكثير من التضحيات في سبيل تحقيق هذا الهدف، ونعول على نفس المقاربة الإيجابية لدى الطرف الآخر".