قال الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين، الخميس، إن ضم
القرم لم يكن مخططا له، وأن القرار اتخذ بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي تأييدا كاسحا لهذا الإجراء، من جانب سكان شبه الجزيرة.
وكان استفتاء أجري في شبه جزيرة القرم الشهر الماضي -بعد سيطرة القوات الروسية على المنطقة-، أظهر أن السكان يؤيدون الوحدة مع
روسيا، لكن واشنطن والاتحاد الأوروبي وصفا ذلك بأنه أكذوبة ترقى إلى حد استلاب الأراضي.
وفتح الاستفتاء الطريق أمام ضم القرم في غضون أسبوع.
وتدخلت روسيا في القرم بعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، وكانت قد اندلعت اشتباكات دامية بين الشرطة ومتظاهرين معارضين لقرار يانوكوفيتش رفض اتفاق للتجارة والتعاون مع الاتحاد الأوروبي، من أجل توثيق العلاقات مع موسكو.
وقال بوتين في اجتماع مع ممثلي الجبهة الشعبية: "أريد فقط أن أقول إن جميع القرارات اتخذت بعد أن أصبحت رغبة الشعب واضحة.. لم نقم بالإعداد لمثل هذه التطورات (...) أقول صراحة يمكن أن نكون قد تصورنا الموقف فحسب، لكننا لم نكن نعرف بشكل يقيني.. وبعد أن أجرينا الاستطلاعات الأولية بشكل سري، لكن الأعداد كانت قريبة من الواقع.. عندئذ فحسب أصبح واضحا أننا اخترنا السلوك المناسب".
وأدى ضم روسيا لمنطقة القرم الأوكرانية الشهر الماضي إلى تعميق أسوأ أزمة بين الشرق والغرب منذ انتهاء الحرب الباردة قبل عقدين من الزمن.
بوتين يحذر القادة الأوروبيين
وفي السياق ذاته وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطابا إلى القادة الأوروبيين يحذرهم فيه من المخاطر التي تهدد
إمدادات الغاز الروسي، بسبب الأزمة الأوكرانية، كما أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بسكوف، الخميس.
ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن بسكوف قوله، إن "بوتين يعبر عن عميق قلقه إزاء الوضع الحرج للديون الأوكرانية (المتوجبة لشركة غازبروم)، وبالتالي بشأن إمدادات الغاز الروسي"، مضيفا أن الرسالة سلمت إلى القادة الأوروبيين عبر القنوات الدبلوماسية.
واقترح بوتين في رسالته "اتخاذ إجراءات عاجلة لأن الوضع لا يحتمل الانتظار"، وفق ما أضافت الوكالة.
من جانبها، نقلت وكالة "انترفاكس" عن بسكوف قوله أيضا إن "الوضع قد تترتب عليه حقا انعكاسات سلبية على نقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا".
وحذر الرئيس الروسي عقب اجتماع مع حكومته الأربعاء، كييف بشان إمدادات الغاز الروسي، حيث ترفض السلطات الأوكرانية تسديد مستحقاتها بسعر يزيد بثمانين بالمئة عن السعر التفضيلي، لكنه ترك فرصة أخيرة لحل تفاوضي قبل الانتقال إلى التسديد المسبق لشحنات الغاز، ما يعني قطع إمدادات الغاز عن أوكرانيا إذا لم تدفع المبالغ المتوجبة عليها.
وتعبر تقريبا نصف إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أنابيب الغاز الأوكرانية.
حرمان النواب الروس حق التصويت
من جهتها، تبنت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، الخميس، في ستراسبورغ قرار تعليق حق تصويت النواب الروس حتى نهاية 2014، في شكل عقاب على إلحاق القرم بروسيا.
وتبنت الجمعية هذا القرار بـ145 صوتا من أعضائها الحاضرين مع معارضة 21 وامتناع 22، بينما قاطع النواب الروس النقاش الذي دار قبل التصويت منددين بأنها "مهزلة".
و"من أجل تأكيد إدانتها ونبذها تصرفات روسيا الاتحادية تجاه أوكرانيا"، على حد قولها، قررت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا تعليق حق تصويت الوفد الروسي حتى نهاية 2014، وكذلك حقه في التمثيل في بعض الهيئات التنفيذية للجمعية، والمشاركة في بعثات مراقبة الانتخابات.
وبعد التصويت، هدد رئيس كتلة النواب الروس وهم ثمانية عشر، اليكسي بوشكوف، في مؤتمر صحافي بانسحاب وفده من الجمعية، حيث لم يعد لحضوره "أي معنى"، معلنا أن قرارا في هذا الصدد سيتخذ خلال الأسابيع القادمة.
وتعقد الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا اجتماعاتها في ستراسبورغ، والتي ليست لها صلاحيات تشريعية، لكنها تهدف إلى الدفع بالحوار لا سيما في القضايا المرتبطة بالديمقراطية وحقوق الإنسان.
وتضم الجمعية 318 نائبا منبثقين عن البرلمانات الوطنية في 47 بلدا عضوا من مجلس أوروبا، ومن بينهم 18 روسيا و12 أوكرانيا.
وقد أعلنت روسيا مسبقا أن عقوبات الجمعية لن تبقى دون رد، وسبق أن حرمتها الجمعية من حقها في التصويت سنة الألفين عندما بدأ فلاديمير بوتين حرب الشيشان الثانية.