قال وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف إن قوات الأمن الأوكرانية شنت عملية "لمكافحة الإرهاب" لإنهاء قبضة الانفصاليين على بلدة بشرق البلاد.
ونقلت وكالة إنترفاكس عن أفاكوف قوله "بدأت عملية لمكافحة الإرهاب في سلافيانسك، يوجهها مركز مكافحة الإرهاب في جهاز أمن الدولة بأوكرانيا، وجرى جلب قوات من كل الوحدات الأمنية في البلاد."
وطلب أفاكوف من سكان مدينة سلافيانسك في شرق أوكرانيا البقاء داخل منازلهم تحسبا لاشتباكات بين مسلحين موالين لروسيا سيطروا على مبان حكومية وقوات الأمن الأوكرانية.
ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن أفاكوف قوله "مرروا ذلك لكل المدنيين: يجب مغادرة وسط البلدة وألا تخرجوا من منازلكم وألا تقتربوا من النوافذ".
وأضاف أن هناك اطلاق نار في المدينة.
ولم يورد افاكوف أي تفاصيل في هذه الرسالة التي تتألف من سطرين.
وكان ناشطون موالون لموسكو شنوا صباح السبت هجوما في الشرق، واستولوا بشكل شبه كامل على مدينة سلافيانسك فيما اقتحم متظاهرون من دون مقاومة تذكر مقر الشرطة في مدينة دونيتسك.
و قال شهود إن انفصاليين مؤيدين لروسيا يحملون أسلحة آلية، أقاموا نقاط تفتيش على الطريق في مدينة سلافيانسك.
وتأتي هذه الهجمات الجديدة بعد ستة أيام من موجة هجمات أولى أعلن خلالها الانفصاليون قيام "جمهورية ذات سيادة" علما بأنهم لم يسيطروا سوى على مقرين في دونيتسك ولوغانسك.
وفي وقت سابق دعا الرئيس الأوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف إلى عقد اجتماع أمني طارئ، تزامنا مع معارك في مدن عدة في شرق البلاد الناطق بالروسية، وفق ما أعلن وزير الداخلية ارسين افاكوف.
في السياق ذاته، قال البيت الأبيض السبت إن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن سيسافر إلى كييف هذا الشهر لإظهار الدعم للحكومة الأوكرانية، في الوقت الذي أبدى فيه المسؤولون الأمريكيون قلقهم بشأن "عنف وتخريب" المتشددين والذين قالوا إن
روسيا تدعمهم على ما يبدو في شرق أوكرانيا.
وسيصبح بايدن -الذي من المتوقع أن يسافر إلى كييف في 22 نيسان/ أبريل- أكبر مسؤول أمريكي يزور أوكرانيا منذ بدء الأزمة هناك.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن وزير الخارجية جون كيري، تحدث هاتفيا مع سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إن كيري "أبدى قلقه العميق خلال المكالمة من أن هجمات المتشددين المسلحين اليوم في شرق أوكرانيا مدبرة ومتزامنة على نحو مماثل لهجمات سابقة وقعت في شرق أوكرانيا والقرم".
وقال إن "المتشددين مزودون بأسلحة روسية متخصصة، وبنفس الزي الذي كانت ترتديه القوات الروسية التي غزت
القرم. الوزير أوضح أنه إذا لم يتخذ الروس خطوات لوقف التصعيد في شرق أوكرانيا، وسحبوا قواتهم من الحدود الأوكرانية ستكون هناك عواقب إضافية."
ولم يوضح المسؤول طبيعة هذه العواقب.
وحذر البيت الأبيض روسيا من القيام بعمل عسكري آخر في أوكرانيا بعد أن سيطر انفصاليون مسلحون على مكاتب الحكومة في مدينة سلافيانسك بشرق البلاد.
وقالت لورا لوكاس ماجنوسون المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي "نشعر بقلق جدا من الحملة المنسقة التي نراها تجري في شرق أوكرانيا اليوم من قبل انفصاليين مؤيدين لروسيا، بدعم على ما يبدو من روسيا، والذين يحرضون على العنف والتخريب ويسعون لتقويض وزعزعة استقرار الدولة الأوكرانية.
"رأينا ما يسمى بأنشطة احتجاجية مماثلة في القرم قبل ضم روسيا المزعوم لها".
وقالت إن الولايات المتحدة دعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "إلى وقف كل محاولات زعزعة استقرار أوكرانيا."
وفي موسكو قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن لافروف أبلغ كيري أن أي عمل مسلح من قبل السلطات الأوكرانية في شرق أوكرانيا سيقوض الجهود الرامية إلى التوصل لحل دبلوماسي للصراع وسيعرض محادثات السلام المزمعة للخطر.
ونقل بيان لوزارة الخارجية الروسية عن لافروف قوله إن أوكرانيا "أظهرت عجزها عن تحمل مسؤولية مصير البلاد".
وأعرب أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه لتدهور الوضع في شرق أوكرانيا، داعياً إلى الحوار لتخفيف التوتر.
وقال بان في بيان صادر عن المتحدث باسمه، إن الاضطرابات "لن تكون في مصلحة أي طرف"، داعياً كافة الأطراف للعمل من أجل تهدئة الوضع والالتزام بالقانون وممارسة أعلى مستوى من ضبط النفس.
وجدد الدعوة "لحوار عاجل وبناء من أجل تخفيف التوتر ومعالجة كافة الخلافات".