ظهرت مؤشرات بما يعرف بـ"انتخاب جهوي" ملاحظ بحسب نسب المشاركة في التصويت بانتخابات
الرئاسة الحالية في
الجزائر، بالنظر إلى أن أعداد المصوتين في مراكز الانتخاب بمحافظات شرق البلاد أقل من أعداد المصوتين بمحافظات غربها، وإن كانت عملية التصويت تسير بوتيرة محتشمة جدا، وفقا لما سجل من أرقام رسمية منذ العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي.
ساعتان من بدء التصويت لانتخابات الرئاسة لاختيار رئيس من ستة مترشحين لاستحقاق الجمعة في الجزائر، ظهرت بوادر انتخاب "جهوي" تميل فيه، كفة التصويت أكثر بمحافظات غرب البلاد، على حساب محافظات الشرق.
وبحسب النسب التي أعلن عنها وزير الداخلية، الطيب بلعيز، عن عملية التصويت إلى غاية العاشرة صباحا، فإن النسب فاقت الـ10% بمحافظات الغرب الجزائري، وعلى سبيل المثال "سجل بمحافظة سيدي بلعباس 11.74% ومستغانم 15.89%، والبيض 14%، وتيارت 13.45% وسعيدة 11.74%.
وهذه النسب تتفوق على النسب المسجلة بشرق البلاد، والتي لم تصل حدود الـ10 بالمائة كمحافظات سطيف (7.34%)، وجيجل (6.90%)، وعنابة (7.95%) وسكيكدة (5.95%)، وقسنطينة (4.92%)، وبرج بوعريريج (7.50%)، والبويرة (5.70%)، وبجاية (5.33%) وسوق اهراس (6.68%) وباتنة (5.33%).
وسجلت نسب تصويت ضعيفة، كالعادة بعواصم البلاد الأربعة، وهي الجزائر العاصمة التي لم تتعد بها النسبة 5.80% وقسنطينة شرقا، التي جاءت النسبة بها مماثلة، ووهران غربا.
ويعود سبب ضعف المشاركة في التصويت بالشرق الجزائري، بحسب المتتبعين إلى الاحتجاجات التي عرفتها محافظات على غرار محافظة باتنة وخنشلة وأم البواقي، إثر التصريحات الموصوفة بـ"الاستفزازية" لمدير حملة الرئيس المترشح عبد المالك سلال، ضد "أمازيغ الشرق" أو ما يصطلح عليه "الشاوية".
وعلاوة عن هذه المحافظات سجلت نسب تصويت ضعيفة في أغلب محافظات الشرق المتبقية.
إضافة إلى ذلك، فإن اغلب أنصار الرئيس المرشح عبد العزيز
بوتفليقة، ينحدرون من الغرب الجزائري، حيث ينحدر هو بالذات وبالضبط من محافظة "تلمسان" أقصى غرب البلاد.
والولايات التي سجلت بها أضعف نسب المشاركة، هي تلك التي تحوز فيها أحزاب المعارضة على كتل انتخابية معتبرة، حيث تمكنت من نداءات المقاطعة السياسية التي أعلنت عنها، الأحزاب الإسلامية بالخصوص من إضعاف نسب الإقبال على صناديق الاقتراع.
مثل محافظة سكيكدة بالشرق و التي ينحدر منها، رئيس جبهة العدالة و التنمية المعارضة والمقاطعة للاستحقاق الرئاسي.
وينحدر المرشح علي بن فليس، الخصم اللدود للرئيس المرشح، عبد العزيز بوتفليقة من الشرق الجزائري، وبالأخص من محافظة باتنة. نفي المحافظة التي ينحدر منها الرئيس السابق اليامين زروال.
وكانت التوازنات الجهوية، متغيرا رئيسا في توزيع المناصب السامية في الدولة، بين الشرق والغرب والوسط والجنوب، لكن، هناك من يقول أن تركيبة الحكومة الحالية لا تعكس ذلك، باعتبار وجود 17 وزيرا ينحدرون من غرب البلاد، وأغلب هؤلاء من محافظة تلمسان، منشأ بوتفليقة.
وتطرح مخاوف من قبل مرشحين لانتخابات الرئاسة من تزوير
الانتخابات، لكن الحكومة، تحملهم من جانبها مسؤولية عدم تعميم مراقبيهم عبر مكاتب الاقتراع، البالغة أكثر من 49 ألف مكتب على المستوى الوطني.
وتقول السلطات المحلية لمحافظة المدية، وسط البلاد، إنها سجلت غياب أكثر من ثلثي ممثلي المرشحين للانتخابات الرئاسية عن مكاتب و مراكز الاقتراع، واستنادا للأرقام المعلن عنها من طرف مصالح المحافظة، فإنه من أصل 1017 ممثل تم تعيينه من طرف المرشحين لمتابعة سير عملية الاقتراع عبر 382 مركز انتخاب مرتقب حضر فقط 342 ممثلا بأماكن تعيينهم.