رفض
سينيمائيون ومثقفون
علمانيون، وقف الحكومة المؤقتة عرض
الفيلم السينمائي "
حلاوة روح"، من بطولة اللبنانية هيفاء وهبي، مشددين على أن القرار يعد محاربة لحرية الإبداع بشكل لم يحدث خلال فترة حكم الرئيس محمد
مرسي.
وكان
محلب قد اتخذ قرارا مساء الأربعاء، بوقف عرض الفيلم، معلنا أنه يحتوي مضمونا فنيا منافٍ للأخلاق، وقرر إعادة عرضه على رقابة المصنفات الفنية مرة أخرى.
ويتناول الفيلم طمع أهل حارة في جسد زوجة شابة سافر زوجها للخارج، ولا تجد إلا طفل في الرابعة عشر من عمره يقف بجانبها، لكنه يطمع هو الآخر فيها لاحقا، ويجمعهما مشهد يغتصب فيه بطلة الفيلم.
وأكد المتحدث باسم مجلس الوزراء الخميس، أن هناك مسؤولية للحكومة بالحفاظ على الهوية المصرية، وأن فيلم "حلاوة روح" وردت بشأنه شكاوى من المواطنين بخصوص المحتوى، وبناء عليه وجه رئيس الوزراء بسحب الفيلم وعرضه على المصنفات الفنية.
وقال محلب فى مؤتمر صحفى: "لا توجد حرية تعبير فى التعدي على التقاليد والأعرف والهوية، مما حتم علينا وجوب إعادة النظر فيه".
لم يفعله الإخوان
من جانبها، أصدرت جبهة الإبداع المصرية بيانا حول الأزمة، قالت فيه: "إن القناع سقط عن محلب، لنرى رئيس وزراء "إخواني" أكثر من أى إخواني آخر".
وأعلنت الجبهة في بيانها، الذي تلقى "عربي 21" نسخة منه، رفضها التام لتعدي رئيس الوزراء على حرية الفكر والتعبير التى يكفلها الدستور، مضيفة " هذا التعدي السافر يضعنا فى دولة يحكمها من يمارس ما لم يمارسه وزراء الإخوان فى عز جبروتهم".
وتابعت الجبهة "أقمنا الدنيا ولم نقعدها حين اعترض وزير إخواني على قبلة في فيلم معروض على شاشات مصر للطيران، ومطالبته بحذف مشاهد القبلات، فهل تسلل هذا الوزير وعقليته الإخوانية واحتقاره لدولة القانون مرة أخرى إلى حكومتنا؟".
ودعت الجبهة من أسمتهم مثقفي وفناني مصر، الذين لم يتخاذلوا عن النضال ضد وزير دولة الإخوان علاء عبد العزيز، ومنعوه من دخول مكتبه، أن يبحثوا خطوات تصعيدية ما لم يتراجع مجلس الوزراء سريعاً عن قراره، ويعتذر عن هذا التجاوز الدستورى.
وقال محمد العدل المنتج السينمائي: "إن قرار رئيس الوزراء إبراهيم محلب، بوقف فيلم حلاوة روح، تجاوز كارثي وغير مقبول.
كما استنكر الأديب علاء الأسوانى، منع فيلم "حلاوة روح" من العرض، قائلا: "إنها طريقة قمعية".
وقال الأسواني خلال حفل توقيع كتابه "كيف تصنع الديكتاتور" الخميس: "إن الدول الديمقراطية تتعامل مع الأفلام التي تحتوي على مشاهد إغراء أو إباحية، بثقافة الريموت كنترول، وليس عن طريق منعها بطريق ديكتاتورية".
وهاجم الإعلامي إبراهيم عيسى، رئيس مجلس الوزراء، بسبب وقف الفيلم، وتساءل: "دي الحرية والديمقراطية اللي بتتكلموا عنها؟.
وتابع على قناة "أون تي في"، إذا كانت الحكومة طلعت كده، أومال ياسر برهامي يعمل إيه؟
تفعيل للدستور
وفي المقابل، قال أحمد حنفي المدير بالمجلس القومي للطفولة: "إن منع عرض فيلم "حلاوة روح" قرار مسؤول وحكيم، لتفعيل مواد الدستور الذي ينص على إلتزام الدولة بحماية الطفل من كل أشكال العنف، والإساءة والاستغلال".
وأكد أن هناك مشاهد داخل الفيلم تشجع الغريزة الجنسية والعنف عند الأطفال، مشدداً على أنه يجب إعادة النظر فى المعايير التى يستخدم فيها الطفل بالفن.
كما أشاد الأزهر بقرار رئيس الوزراء، وقال: "إنه يأتي حفاظا على قيم المجتمع الأخلاقية وثوابته الدينية".
وناشد الأزهر القائمين على صناعة السينما، عدم تعريض الشخصية المصرية للاغتيال أو التشويه، بمثل هذه الأعمال الغريبة، التي تمثل مساسا بـ "الأمن الأخلاقي"، بالمجتمع المصري، واغتيالا لعقول الشباب والأطفال.
وسبق أن وافق جهاز
الرقابة على الفيلم على مرحلتين، الأولى عندما راجع السيناريو والحوار وسمح بتصوير الفيلم، والثانية عندما شتهد الفيلم بعد تصويره وسمح بعرضه في دور السينما.
أنظف فيلم
من جانبه، قال محمد السبكي منتج الفيلم: "إن قرار رئيس الوزراء بإيقاف عرض "حلاوة روح"، يعد عيبا فى تاريخ ومستقبل الفن والإبداع داخل مصر، بأن يمنع فيلم من العرض بقرار حكومي، وليس من الرقابة على المصنفات الفنية".
وطالب السبكي من يهاجمون الفيلم، بمشاهدته أولا قبل أن يحكموا عليه، مؤكدا أنه فخور به ويعتبره من أبرز أفلامه، خاصة بعد قيام ثورتين فى مصر من أهم أهدافهما حرية الفكر والإبداع.
وقال في مداخلة هاتفية على فضائية "المحور" الخميس: "إن الفيلم لم يتضمن أي مشاهد ساخنة، مضيفا: "هذا أنظف فيلم أنتجته".
وتابع السبكي، أن الفيلم سحب من دور العرض كما تم منعه فى الإمارات وقطر، بعد قرار مصادرته فى مصر، واصفا قرار محلب بأنه "عار" على السينما المصرية، وأن من يهاجمون الفيلم "ناس لا تتقي ربنا"، حسب قوله.
ويقول نقاد إن تاريخ شركة السبكي للإنتاج السنمائي، لم يقدم سوى الرقص المبتذل والألفاظ الخارجة، والبلطجة بدءا من فيلم اللمبي وحتى عبده موتة، وأن الفيلم الأخير يأتي ضمن منظومة الإنتاج الفاسد الذي تقدمه الشركة.