يشهد قطاع
غزة منذ الأحد تصعيدا عسكريا، تمثل في إطلاق المقاومة عشرات
القذائف الصاروخية تجاه أهداف عسكرية إسرائيلية على حدود القطاع وداخل فلسطين المحتلة، فيما صعد الجيش الإسرائيلي من قصفه الجوي على أهداف للمقاومة داخل القطاع.
ويأتي
التصعيد عشية دخول
المصالحة الفلسطينية منعطفا جديدا، حيث وصل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق إلى قطاع غزة، واجتمع مع قيادات "حماس" هناك، فيما ينتظر وصول وفد فتح غدا الثلاثاء 22 نيسان/ أبريل.
وقلل الخبير في الشؤون الإسرائيلية عدنان أبو عامر، من شأن التصعيد الأمني الذي يشهده القطاع، ووصفها بـ"محاولات متفرقة ولا تأتي ضمن سياق أمني متصاعد، من قبل المقاومة الفلسطينية أو حتى من قبل الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف أبو عامر لـ"عربي21" أن التوقيت الذي أطلقت فيه الصواريخ غير مناسب، ولم تكن تهدف إلى شيء محدد.
وأشار أبو عامر إلى أن إطلاق هذه الصواريخ في ظل حصار خانق على القطاع وإغلاق الأنفاق لن يسفر عن شيء.
واعتبر أبو عامر أن "كل طرف سواء الفلسطيني أو الإسرائيلي منشغل بأوضاعه الداخلية في الوقت الحالي، ولا يريد أحد منهم التصعيد".
وتابع أبو عامر، بأن ملف المصالحة بين حركتي حماس وفتح الذي توج بزيارة كل من موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس وعزام الأحمد مسؤول ملف المصالحة، إلى قطاع غزة، من الممكن أن يثمر عن اتفاق لتنفيذ المصالحة بين الحركتين، وذلك بسبب ضغط القواعد الشعبية في كلا الحركتين.
وقال أبو عامر إن الحركتين تعانيان من ضغوط داخلية؛ ففتح تعاني بسبب فشل المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وحماس تعاني من أوضاع صعبة بسبب الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة.
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل، إن التصعيد الحاصل في قطاع غزة يحمل رسالة من قبل أناس لا ترى إمكانية لتحقيق هذه المصالحة، سواء أكانت فلسطينية أم إسرائيلية.
وأضاف لـ"عربي21" أنه "إلى الآن تم إطلاق 19 صاروخا، والرد الإسرائيلي ما زال محدودا ولا يريد توسيع دائرة الاستهداف".
وشكك عوكل في إمكانية إتمام المصالحة، لكنه يرى أن وصول موسى أبو مرزوق إلى قطاع غزة "رسالة إيجابية".
وتابع: "ما تزال هناك اعتراضات من الجانبين، وما زلنا أمام المربع الأول".