كشف مصدر
فلسطيني مطلع لـ "عربي 21" النقاب عن أن حركتي
فتح وحماس اتفقتا على إنجاز اتفاق
المصالحة خلال الزيارة التي يقوم بها وفد يمثل منظمة التحرير لقطاع
غزة.
وأكد المصدر أن توافقاً على الخطوط العامة لاتفاق المصالحة قد أنجز خلال اتصالات أجريت قبل قدوم وفد منظمة التحرير عبر اتصالات أجريت بين ممثلين عن الحركتين وبمشاركة شخصيات مستقلة.
وأوضح المصدر أن الحركتين توافقتا على تشكيل حكومة وفاق وطني، وإجراء الانتخابات وإعادة بناء منظمة التحرير، مشيراً إلى أن اللقاءات التي سيجريها وفد منظمة التحرير، الذي من المقرر أن يصل قطاع غزة اليوم، ستتناول تفاصيل القضايا.
ونوه المصدر إلى أن ممثلي حركة "فتح" أبلغوا ممثلي
حماس بأن قيادة منظمة التحرير لا تصر على تسمية رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كرئيس لحكومة الوفاق الوطني، كما جاء في اتفاق الدوحة عام 2012، والذي توصل إليه كل من عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل.
وأشار المصدر إلى أن حركة "فتح" غيرت موقفها بشأن إعادة بناء منظمة التحرير، ووافقت على القبول بالإجراءات التي تتوافق عليها الفصائل لانجاز هذه المهمة.
وأكد أن أحد أهم الأسباب التي ساهمت في حدوث تحول بشأن إنجاز المصالحة يتمثل في انسداد الأفق أمام قيادتي حركتي فتح وحماس.
وأوضح المصدر أن قيادة السلطة الفلسطينية باتت تدرك أن نجاح تحركها في الأمم المتحدة يتوقف على مدى قدرتها على إنهاء الانقسام، حيث أن "إسرائيل" تدعي أنه لا يمكن التوصل لتفاهمات مع عباس، على اعتبار أنه يمثل جزءاً من الفلسطينيين وليس كل الفلسطينيين.
وأكد أن حركة حماس تعي أنها تواجه مأزقاً كبيراً في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة وعجز حكومتها عن وقف تدهور الأوضاع الاقتصادية، علاوة على تحملها تبعات الهجمات التي تستهدف "إسرائيل" وتنفذها فصائل صغيرة، بصفتها الطرف الذي يتولى الحكم في القطاع.
وشدد على أن هناك توافقا بين قيادات حماس في الخارج والداخل على إنجاز المصالحة على اعتبار أنها سبيل لوقف التدهور في مكانة القضية الوطنية.
واستدرك المصدر قائلاً إن هناك بعض القضايا التي يفترض أن تستغرق وقتاً لإنجاز توافق بشأنها، مثل مصير عشرات الآلاف من الموظفين الذين قامت حكومة إسماعيل هنية باستيعابهم في أعقاب سيطرة حركة حماس على قطاع غزة في تموز 2007.
وأشار إلى أن المشكلة المالية التي تواجهه السلطة الفلسطينية في أعقاب القرارات "الإسرائيلية" تجعل من الصعب إيجاد حل لهذه الأزمة.
واستدرك المصدر أنه بغض النظر عن طابع الأزمات التي تعترض سبيل إنجاز اتفاق المصالحة، إلا أنه لم يحدث أن أبدت فيه قيادتا الحركتين حرصاً على إنجاز المصالحة كما هو الحال الآن.
وأوضح أن إنجاز اتفاق المصالحة سيقطع الطريق على محاولات القيادي السابق في حركة، فتح محمد دحلان، التأثير على مجريات الأمور، سيما في أعقاب التصعيد الإعلامي بينه وبين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.