كتب راجح الخوري: أثار وجود طائرة اميركية في مطار مهرباد
الإيراني الجمعة الماضي، موجة من التساؤلات حول رياح دافئة تنشط بين البلدين العدوين من وراء الستار، مستبقة نتائج المفاوضات حول الملف النووي.
الطائرة التابعة لمصرف "يوتا" الأميركي، بدت وكأنها القسم الظاهر من جبل الجليد، وخصوصاً بعدما كان قد تبيّن أن الإدارة الأميركية انخرطت في مفاوضات سرية مع إيران لمدة ثلاثة أعوام في عمان، قبل أن يبدأ أوباما سياسة الانفتاح المتهافت على حسن روحاني قبل أشهر.
سياسة الانفتاح هذه أطلقت وراء أبواب مغلقة، سباقاً إلتفافياً على
العقوبات الاقتصادية بين الفرنسيين والبريطانيين والأميركيين، هدفه حجز المقاعد سلفاً تمهيداً للحصول على حصة جيدة من الكعكة الإيرانية عندما ترفع العقوبات، فإيران صاحبة أكبر احتياط عالمي من الغاز ورابع منتج للنفط بعد روسيا والسعودية وأميركا.
صحيفة "النيويورك تايمز" وصفت هبوط الطائرة الأميركية في إيران بأنها "زائر غير متوقع"، لكن ما زاد الغموض أن بريت كينغ أحد مسؤولي مصرف "يوتا" قال "ليست لدينا فكرة عن سبب وجود الطائرة في مهرباد"، بينما أعلنت إدارة الطيران الفيديرالية الأميركية أنها لا تملك معلومات عن المستثمرين الذين حملتهم الطائرة إلى إيران، أما المعلومات التي نشرت فقد وصفتهم بأنهم "من الشخصيات الاعتبارية المهمة جداً".
ولأن الكثير من النشاطات التجارية الأميركية والأوروبية محظورة في إيران بسبب العقوبات التي تفرض عليها حظراً مصرفياً وتجاريا، أثار وجود الطائرة هناك هذه التساؤلات والاستغراب، لكن التعليقات أجمعت على طرح سؤال وجيه: هل بدأت شهية الشركات النفطية تسابق المسيرة السلحفاتية للمفاوضات النووية مع إيران؟
لم يكن غريباً أن تنقل "النيويورك تايمز" عن مسؤولي مصرف "يوتا" أن الذين كانوا على متن الطائرة هم من كبار الشخصيات، وأنه سبق لهم أن كانوا في زوريخ تزامناً مع "مؤتمر دافوس" الذي حضره حسن روحاني مع وفد إيراني كبير. ولكن هذا لم يمنع من طرح تساؤلات عما إذا كانت الطائرة قد حملت إلى طهران مبلغ الـ 450 مليون دولار التي أفرجت عنها واشنطن، بعدما نشرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريراً يؤكّد احترام إيران تعهداتها النووية!
وإذا صحَّ أن الطائرة نقلت هذه الأموال فلماذا التكتّم بعدما أعلنت واشنطن الإفراج عنها، وإذا كانت حملت شخصيات نفطية فهل يمكن الشركات أن تنخرط في مفاوضة طهران من دون موافقة البيت الأبيض وتشجيعه؟
ولكن حتى ويندي شيرمان المفاوضة الأميركية في الملف النووي الإيراني تملك خلفية استثمارية كبيرة في شركة "فاني ماي" التي يسيل لعابها على أبواب طهران!