ارتفع عدد الضحايا الذين سقطوا نتيجة قصف طائرات النظام السوري سوقا للخضار في بلدة الأتارب في ريف حلب إلى 36 شخصا، بينهم عدد من الأطفال.
وكانت البلدة قد تعرضت للقصف بقنابل فراغية صباح الخميس، ما أحدث دمارا هائلا في المنطقة التي اشتعلت فيها النار. وتناثرت الجثث والأعضاء البشرية في الشارع، بينما هرع المواطنون للبحث تحت الأنقاض ومحاولة إطفاء الحرائق.
وليكتمل المشهد الإنساني، انتشرت بقايا الخضار والفواكه التي كانت معروضة في السوق الشعبي. كما تناثرت سيارات محترقة هنا وهناك، فيما علت أصوات نساء وهن يصرخن بعدما عثرن على جثث أقاربهن.
وفي تسجيل فيديو، ظهرت امرأة وهي تبكي حفيدها البالغ من العمر ثلاث سنوات، فيما أخذت بالدعاء على بشار الأسد بحرقة، متسائلة: "روحلي (قتل) ولادي.. ليش عميقتل ولادنا"؟
ويأتي القصف على الأتارب ضمن حملة القصف الجوي المستمرة على حلب وريفها منذ نحو خمسة أشهر. واللافت أن الأتارب لم تتعرض لأي قصف خلال وجوده تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش). وفي حين تتعرض حلب لقصف عنيف، تشهد المناطق التي تخضع لسيطرة داعش في ريف حلب، مثل منبج والباب وجرابلس ودير حافر ومسكنة، هدوءا لافتا.
وتؤكد الشبكة السورية لحقوق الإنسان ان نحو ألف شخص قتلوا نتيجة القصف بالبراميل المتفجرة منذ قرار مجلس الأمن الدولي 2139، الصادر في 22 شباط/ فبراير الماضي، والذي يطالب بوقف العنف الدائر في سوريا. وغالبية الضحايا في حلب وريفها.
وقالت الشبكة في تقرير لها إن "920 مدنياً سقطوا بقصف قوات النظام بالبراميل المتفجرة لوحدها منذ تاريخ إصدار القرار الأممي، حتى 16 نيسان/ أبريل الجاري، من بينهم ما لا يقل عن 252 طفلاً، و137 سيدة، حيث بلغت نسبة الأطفال والنساء من القتلى 42%، وهي نسبة مرتفعة جداً".
وأكدت الشبكة أن 29 مقاتلا بين الضحايا وهم "قتلوا على سبيل المصادفة" حيث أن جميع الهجمات استهدفت مناطق مدنية وليس مواقع ذات عسكري.
ومن أصل 2,5 مليون نسمة هم عدد سكان مدينة حلب في الأصل، لم يبق فيها الآن سوى 500 ألف بعد أن ألقت عليها طائرات النظام السوري أكثر من 1400 برميل متفجر منذ بدء الحملة على المدينة. وبحسب إحصائية نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية، فقط ألقى النظام نحو 4000 بريمل متفجر على سورية بالمجمل، وأدت إلى مقتل ما لا يقل عن 20 ألف مدني.
وينص قرار مجلس الأمن رقم 2139 على "التوقف الفوري عن كافة الهجمات على المدنيين، ووضع حد للاستخدام العشوائي عديم التمييز للأسلحة في المناطق المأهولة، بما في ذلك القصف المدفعي والجوي، مثل استخدام القنابل البرميلية".
من جهتها، أشارت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية جين بساكي، خلال المؤتمر الصحفي اليومي لها، إلى سقوط العشرات من المدنيين بين قتيل وجريح عقب الهجوم على الأتارب، مؤكدة أن "الولايات المتحدة تدين ذلك الهجوم بشدة".
ومضت المتحدثة الأمريكية قائلة: "النظام السوري يؤكد بوضوح لمرة أخرى أنه يحافظ فقط على مصالحه هو، إذ أنه مستمر في قتل شعبه، والحكم عليه بالجوع"، مضيفة: "وحيال هذا التكتيك الرهيب، تبقى دعوات النظام السوري لإجراء الانتخابات الرئاسية جوفاء مزيفة".