خيمت الإجراءات الجديدة التي أعلنت عنها الحكومة
المغربية ليل الأربعاء، على مسيرات الأول من أيار/ مايو لهذا العام، حيث وجدت المركزيات النقابية نفسها محاصرة بسبب العزوف الظاهر للمواطنين عن المشاركة في احتفالات اليوم العالمي للعمال.
واستغل حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال المعارض، والكاتب العام الوطني لنقابة الاتحاد للشغالين بالمغرب، فرصة جمع مناضلي نقابته بملعب الأمير مولاي عبد الله الرياضي، بالعاصمة الرباط، للدعوة إلى محاسبة الحكومة على فسادها.
وقال شباط، الذي كان يتحدث داخل ملعب شبه فارغ، إن الحكومة تتعامل وكأنها قدمت استقالتها في العديد من القضايا، معتبرا أن الحكومة ما فتئت تفرض على الفئات الضعيفة ارتفاعا مهولا للأسعار، معتبرا أن ما تتحدث عنه الحكومة من إصلاح لصندوق المقاصة والتقاعد، ما هو إلا إفساد للصندوقين.
وشدد شباط على كون مناضلي حزب الاستقلال والاتحاد العام للشغالين هو خريجو مدرسة "النقد الذاتي"، معتبرا أنه من الضروري في ظل ما يعيشه الشرق الأوسط من التحذير من الزيادات التي سيعرفها البترول في ظل ما أسماها الحكومة التي لا تعرف التعامل مع الأزمات
الاقتصادية.
واستغرب شباط خروج عبد الإله بنكيران للمشاركة في
يوم العمال موضحا أنه يخرج ضد نفسه للاحتجاج ضد حكومته في "مشهد هزلي لن تجد له مثيلا في العالم".
واعتبر شباط أن الحوار الذي عقده بنكيران مع النقابات محاولة للشيطنة وخلق شرخ بين النقابات الوطنية بالمغرب، مشيرا إلى كون الحكومة قدمت هدية للطبقة العاملة تتجلى في الزيادة في المحروقات.
وقال شباط أنه ينبغي تخصيص الـ 500 مليار درهم التي كانت تخصصها الحكومة السابقة لدعم المواد الأولية، مشيرا إلى كون الحزب والنقابة ستدشن حملة مليون توقيع للمطالبة بذلك.
إلى ذلك هاجم علي لطفي كاتب عام نقابة الاتحاد المغربي للشغل، الحكومة ورئيسها بن كيران، خصوصا تصريحاته الأخيرة بخصوص طالبي العمل من حملة الشهادات.
وقال لطفي، الذي كان يتحدث بحضور عضوي المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض، عبد المجيد مجيد بوزوبع، وحنان رحاب، لن ننزل لمستوى رئيس الحكومة لأنه استخدم لغة غير مسؤولة في حق أبناء الشعب.
وتابع لطفي في كلمته، إن اللغة التي اعتمدها رئيس الحكومة متخلفة لا ترتقي إلى مستوى مسؤول دولة من وزن رئيس الحكومة بحق حلمة الشهادات الذي وصفهم بالذين يعانون خللا عقليا بحسب تعبيره.
واعتبر لطفي أن زيادات الحد الأدنى للأجور، لا ترقى إلى مستوى مطالب النقابات التي عبرت عنها في الحوار الاجتماعي، وأن الحكومة فضلت الهروب إلى الأمام عوض حل المشاكل الحقيقية لموظفي القطاع الخاص حيث اكتفت فقط بزيادة بلغت نسبتها 5 بالمائة فقط.
من جهتها اعتبرت نقابة الفيدرالية الديمقراطية للشغل، التي يرأسها الطيب منشد الرئيس المؤسس للنقابة، بحضور جليل طليمات عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن المرحلة تقتضي تظافر جهود الطبقة العاملة من أجل التصدي لإجراءات المس بالقدرات الشرائية للمواطنين، من خلال رفع دعم الدولة عن المواد الاستهلاكية الأساسية وعلى رأسها المحروقات.
من جهتها اعتبرت مسيرة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أن الحكومة الحالية أجهزت على حقوق العمال والموظفين، وأن قراراتها الأخيرة عبارة عن ذر للرماد في العيون، وأنها محاول يائسة لاحتواء الغضب الشعبي المتصاعد من الإجراءات الظالمة لحكومة بن كيران.
وكان لافتا خلال مسيرات يوم العمال خلال هذه السنة، انقسام النقابات المركزية ، وشهد حضورا باهتا من حيث مشاركة العمال و الموظفين، في وقت كانت قد دخلت في إجراءات تنسيقية بينها تجلت في تبني موقف موحد من الحوار الاجتماعي مع الحكومة.
وكانت الحكومة المغربية قد أعلنت مساء الأربعاء على سلسة إجراءات مست الرفع من الحد الأدنى للأجور في القطاعين الحكومي والخاص، و تشمل لأول مرة التغطية الصحية "لآباء" الموظفين المستفيدين من الضمان الاجتماعي.