قال المرشح للانتخابات الرئاسية
المصرية وزير الدفاع السابق عبد الفتاح
السيسي، إنه لن يكون هناك وجود لجماعة
الإخوان المسلمين خلال مدة رئاسته للبلاد، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه تم اكتشاف محاولتين لاغتياله خلال الفترة الماضية، دون أن يحدد تاريخا محددا لهما أو المتورطين فيهما.
جاء ذلك في حوار تلفزيوني مسجل بثته قنوات مصرية مساء الاثنين، وهي المرة الأولى التي يظهر فيها السيسي في حوار تلفزيوني.
وفي معرض رده على سؤال وجهته له المحاورة بشأن محاولات
الاغتيال التي استهدفته وتم اكتشافها، قال وزير الدفاع السابق: "اكتشفت محاولتين، ولا ترهبني محاولات الاغتيال، لأنني أؤمن أن الأعمار بيد الله".
وحول ما إذا كان لديه خطة للاستيلاء على الحكم في مصر، عقب الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي في 3 تموز الماضي/ يوليو، قال السيسي: "لا أستطيع أن أحترم نفسي أو أحترم إرادة المصريين، حين أقوم بعمل خطة للاستيلاء على الحكم في مصر، لكن بيان 3 يوليو، كان واضحا جدا حيث قلت إن رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور هو الرئيس المؤقت لمصر، دون تدخل من أحد، وقلت بعدها إن احترام إرادة المصريين أشرف لي من تولي الحكم".
وتابع المرشح الرئاسي، بأنه بدأ بدراسة أمر ترشحه للرئاسة في 27 شباط/ فبراير الماضي، عندما استشعر حجم التحديات التي تواجهها مصر.
وأضاف: "رأيت التحديات على مصر والاستهداف داخل وخارج مصر، أي وطني مسؤول وعنده فرصة أن يتقدم لحماية هذا الوطن وهذا الشعب ومستقبله، كان يجب أن يتخذ هذا القرار، خاصة مع وجود استهداف للوطن من داخل وخارج مصر".
وتوعد السيسي من يحاولون استهداف بلاده بقوله: "لا أحد يستطيع الاقتراب من مصر، لأن بها من يقدر أن يحميها".
وقال إنه اتخذ قراره بالترشح للرئاسة بعد استدعاء المصريين له وخاصة البسطاء للترشح، و"أوامر المصريين واجبة التنفيذ على أي شخص، والمواطنون هم السلطة العليا في البلاد".
ودافع السيسي عن الاتهامات التي توجه للجيش بأنه يحكم مصر، قائلا: "
الجيش لم يحكم مصر من قبل ولن يحكم الآن، وخلال الـ30 عاما الماضية كان الجيش يعمل في مهمته الأساسية في حماية الوطن".
وأضاف: "لن يكون للجيش دور في حكم مصر في المرحلة المقبلة".
ودار جدل بين السيسي والمحاور إبراهيم عيسى حول مصطلح "العسكر" حيث قال السيسي ردا على سؤال حول إمكانية تولي العسكر شؤون البلاد من خلاله: "لن أسمح لك أن تقول مصطلح عسكر مجدداً، لأنها اسمها المؤسسة العسكرية أو القوات المسلحة". فبادر عيسى بسؤال حول السبب في الحساسية المفرطة لمصطلح عسكر، فأجابه السيسي لأنه "يستخدم حالياً للإساءة".
وفي شأن آخر قال عبد الفتاح السيسي: "إن الخطاب الديني في العالم الإسلامي، أفقد الإسلام إنسانيته وقدم الله بشكل غير لائق"، مضيفا أنه "لا يوجد دولة دينية في الإسلام، والدين الحقيقي ليس الذي نمارسه الآن".
وردا على سؤال حول أولوياته في المرحلة المقبلة، قال: "الاستقرار والأمن هما أولوياتي خلال الفترة المقبلة"، مشيرا إلى أنه يسعى إلى تحقيق الأمن بدعم الشرطة وبدون تجاوز في حقوق الإنسان.
وغازل السيسي، أنصار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، قائلا: "عبد الناصر كان معلقا في قلوب الناس وليس مجرد صورة في منزل"، معتبرا أن توقعات البعض بأنه سيكون على خطى عبد الناصر "أمر كثير" عليه.
وردا على سؤال حول توقعاته لحجم العنف الذي وقع في مصر بعد 3 تموز/ يوليو الماضي، سرد السيسي حوارا دار بينه وبين أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين يوم 23 حزيران/ يونيو الماضي، دون أن يفصح عن اسم القيادي، لكنه في الوقت نفسه، "قبل ضمنيا" توقع أحد محاوريه بأن يكون هذا الشخص نائب المرشد العام لجماعة الإخوان خيرت الشاطر، عندما قال له المحاور هو "خيرت الشاطر"، فرد السيسي قائلا: "يعني".
وواصل السيسي حديثه قائلا: "أحد قياداتهم طلب مني حوارا في إطار تدارس الموقف، التقاني لمدة 45 دقيقية، وأخبرني وهو يشير بأحد أصابعه بأنه سيأتي مقاتلين من سوريا، ومن أفغانستان ومن ليبيا، يقاتلون المصريين ويقاتلونكم". فقال له أحد المحاورين: وماذا كان ردك؟ فأجاب السيسي: "لا والله لا أسمح أبدا لأحد أن يروع الناس ونحن موجودون، نذهب للموت أفضل قبل أن يروع المصريون في منازلهم.. أخبرته أنه من يرفع السلاح في مواجهة الجيش سأزيله من فوق الأرض".
ولفت المرشح الرئاسي إلى أن "الإخوان أخلوا بالعقد الذي انتخبهم الشعب على أساسه، انتهت جماعة الإخوان في مصر بيد المصريين، وليست المشكلة معي شخصيا، لا مصالحة مع هذا الفكر مرة أخرى. جماعة الإخوان تعاني من غباء سياسي وديني".
وردا على سؤال حول ما إذا كان الذين سيختارون السيسي يعرفون جيدا أنه لن تكون هناك جماعة إخوان مسلمين في عهده، فأجاب قائلا: "طبعا".
وحول ما إذا كان سيمارس صلاحياته في إمكانية العفو عن بعض السجناء، وهو الأمر الذي يطالب به بعض السياسيين، قال المرشح الرئاسي: "أستمع لهذه المطالب كمواطن، والقضاء المصري هو من يقرر"، فرد عليه المحاور قائلا: ولكنك كرئيس تملك سلطة العفو! فقال السيسي: "لكل حادث حديث".
وبشأن ما إذا كان السيسي سيتقدم بمشروع قانون لمكافحة الإرهاب للبرلمان المقبل، قال المرشح الرئاسي: "أي شيء مطلوب لتأمين مصر واستقراره سأفعله، إذا كان يلزم الأمر قانون أو إجراءات سأفعل، المهم أمن مصر واستقرارها".
وبخصوص موقفه من قانون التظاهر، الذي يحتم على من يريد التظاهر الحصول على تصريح من وزارة الداخلية، قال السيسي: "القانون لتنظيم التظاهر وليس لمنعه، والممنوع هو التظاهر غير المسؤول، ومن يقول إنه لا يقبل القانون وسيتظاهر فهذا لا يحترم القانون، وبالتالي لن نسمح له بالتظاهر".
واستدرك: "لن نسمح للبلاد بالسقوط بالتظاهر والفوضى والإرهاب، فالمخاطر التي تتعرض لها بلادنا أكبر من ترف الحديث عن قانون التظاهر".