أعلن داني دانون، نائب وزير الحرب "
الإسرائيلي" أن وزارته شرعت في خطة لإقناع المسيحيين من فلسطينيي 48 بالتجند في صفوف جيش الاحتلال.
ونقلت الإذاعة العبرية مساء الثلاثاء عن دانون قوله إن حكومته تأمل أن تتمكن في النهاية من فرض الخدمة العسكرية على المسيحيين تماماً كما هو الحال مع الدروز، زاعماً أن المسيحيين ليسوا عرباً.
وأضاف دانون: "الهزة التي شهدها العالم العربي قبل ثلاث سنوات كشفت حجم التهديد الذي يتعرض له
المسيحيون وبقية الأقليات الدينية والعرقية على أيدي الإسلام المتطرف".
وقد عرضت قناة التلفزة "الإسرائيلية" الثانية الجمعة الماضي مقابلات مع مسيحيين يخدمون في
الجيش "الإسرائيلي" وأخرين أعربوا عن رغبتهم في التطوع للخدمة العسكرية.
من ناحيته حذر باحث
فلسطيني بارز من مخطط تجنيد المسيحيين من فلسطينيي الداخل يأتي ضمن محاولات "إسرائيل" شق صف فلسطيني 48، مشدداً على أن هذه المحاولات لا يمكن أن تنجح.
وفي تصريحات لـ "عربي 21" أوضح أنطوان شلحت، كبير الباحثين في "المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية" أن لم يسبق أن عكفت "إسرائيل" على محاولات تجنيد المسيحيين الفلسطينيين كما يحدث في هذه الأيام، مشيراً إلى أن هذا التحول نابع من تجاوب أطراف مسيحية مع الخط الدعائي للمؤسسة الصهيونية الحاكمة.
وشدد شلحت على أن تأثير الحملات الدعائية "الإسرائيلية" على الشباب الفلسطيني المسيحي سيكون محدوداً وهامشياً، على اعتبار أن شعار "مساواة في الحقوق تعني مساواة في الواجبات"، الذي ترفعه المؤسسة "الإسرائيلية" الحاكمة ثبت زيفه.
وأضاف: "إسرائيل فرضت الخدمة الإجبارية على الدروز العرب، فكانت النتيجة أن القرى الدرزية تعاني من التمييز والإجحاف بشكل لا يقل عن التمييز الذي تعاني منه القرى الفلسطينية".
وأشار شلحت إلى أن خدمة بعض البدو في جيش الاحتلال لم تحل دون قيام إسرائيل بمشروع "برافر" التهويدي الذي يستهدف النقب حيث يقطن البدو، مشيراً إلى أن إنجاز المشروع يعني مصادرة مساحات واسعة من الأراضي التي تعود للبدو.
وأوضح شلحت أن الاعتداءات التي تنفذها الجماعات الإرهابية اليهودية ضد الكنائس والشخصيات المسيحية قلصت هامش المناورة أمام الجهات المسيحية التي تنادي بفرض الخدمة العسكرية على الشباب المسيحي، مشيراً إلى أن الهجمات الإرهابية تدلل بشكل واضح على أن المتطرفين اليهود لا يفرقون في الواقع بين المسيحيين والمسلمين.
وذكر شلحت أن "إسرائيل" شرعت في تطبيق مخطط تكريس التفرقة بين فلسطينيي الداخل منذ مطلع الانتفاضة الثانية عندما أدركت خطورة حرص الفلسطينيين على التمسك بهويتهم الوطنية الفلسطينية، وخروجهم عن الإجماع الصهيوني.
واعتبر شلحت أن أكثر ما أثار حفيظة "إسرائيل" هو إصدار قيادات ونخب فلسطينيي 48 "وثيقة الرؤية المستقبلية" التي اعتبرت أن لا حل للصراع إلا بعد الغاء الطابع اليهودي لإسرائيل.
وأشار شلحت إلى أن "إسرائيل" شعرت بانزعاج شديد عندما وقف فلسطينيو الداخل بقوة إلى جانب الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة في كل مرة يتعرضون فيها لبطش قوات الاحتلال، علاوة على دورهم في التنديد بالجرائم التي ارتكبتها "إسرائيل" خلال حرب لبنان الثانية.
وانتقد شلحت بشدة الأحزاب العربية التي تم تبادر إلى تطرح قضية الهوية على جدول الأعمال، مشيراً إلى أن هناك أهمية قصوى لتمتين الشعور بالهوية الوطنية لدى فلسطينيي الداخل بمعزل عن انتماءاتهم الدينية.