تباينت ردود الأفعال الصادرة عن الكتاب
الإسرائيليين عقب حكم محكمة إسرائيلية، الثلاثاء، على رئيس الوزراء السابق إيهود
أولمرت بالسجن ست سنوات بتهمة تلقي رشى.
الكاتب إيتمار آيخنر قال في مقالته "يوم حزين" الذي نشرته يديعوت أحرونوت إن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز وصف الحكم على أولمرت بأنه "يوم حزين" إلا أنه اعتبر أن الجهاز القضائي مستقل وبعيد عن التأثيرات.
ونقل آيخنر عن وزير المالية يئير لبيد امتعاضه من الحكم، لكنه رفض الحديث عن
القضاء باعتبار أن "لا أحد فوق القانون".
أما رئيس المعارضة اسحق بوغي هرتسوغ من حزب العمل فقال إن "قرار الحكم يثبت أن في إسرائيل جهاز عدالة مستقلا، وقانونا واحدا لرئيس الوزراء، وآخر للمواطنين، والكل متساو أمام القانون، وأظهرت أجهزة إنفاذ القانون بأنها تعرف كيف تنظف الساحة العامة من ظواهر مرفوضة تقوض نسيج الثقة الحساس بين الجمهور ومنتخبيه بشكل شخصي، هذا يوم حزين لمن عرف إيهود أولمرت على مدى السنين".
أما افتتاحية يديعوت، الأربعاء، فقد هاجمت قرار قاضي أولمرت واعتبرته قاسيا في حكمه.
وقالت الافتتاحية بقلم سيما كدمون إن "الكلمات التي تفوه بها القاضي بحق أولمرت لا يمكن محوها، وستسجل في سجل العار تحت عنوان أول رئيس وزراء يمكث في السجن بإسرائيل بالإضافة إلى كل الكلمات القاسية الأخرى".
وأشارت إلى أن القاضي كان يمكن "مشاهدة نفوره من أولمرت بقرار الحكم ومن لم يكن يميل آنذاك إلى التأثر هكذا فقد جاء قرار الحكم فلم يدع مجالا للشك".
وقالت إن القاضي اختار أقسى الكلمات لوصف أفعال أولمرت وهي كلمات تشهد على انفعالات قوية، وهي كلمات مثل خائن وتلويث وعفن وكراهية ودنس مأخوذة من الحقل اللغوي الأحط والأكثر إذلالا".
وأوضحت الصحيفة أن "من يعتقد أن قرار الحكم عادل وأن حسم القضاء لم يدع مكانا لعقوبة مخففة يجب أن يوافق على أن القاضي قد بالغ، فالقاضي الذي يمكث وسط شعبه يفترض أن يعلم أنه توجد كلمات أكبر من الأفعال التي تصفها، وأن التداعيات التي تثيرها مشحونة جدا. فلا يُرسل شخصا إلى السجن ولا سيما رئيس وزراء سابق وقد كتب على جبينه كلمة خائن".
وأضافت "يخيل إلي أنه يوجد في القاموس ما يكفي من الكلمات التي تصف أفعال أولمرت بدل كلمة خائن".
من جانبه قال الكاتب شمعون شيفر "نحن ملزمون بالاعتراف بأنه في الدولة التي يجلس فيها رئيس في السجن، ورئيس وزراء سابق يرسل للانضمام اليه، يوجد شيء ما فاسد".
وأضاف شيفر في مقالته بصحيفة يديعوت إن ما يحتاج إلى نظرة عميقة ومحاولة لمواجهة السؤال هو "كيف وصلنا إلى مثل هذا الوضع وما هي العلة في نظام حكمنا".
واتهم شيفر قاضي أولمرت بالغرور وقال: "الغرور هو الخطيئة التي وقع فيها أمس القاضي دافيد روزين، من سمو كرسيه تصرف كمن يضرب بسكرة القوة، الذي يؤمن بأن لا شيء يقف في وجهه".
واستهجن الكاتب إطلاق القاضي لفظ "خائن" و"مجرم" و"خنزيرية" على أولمرت مضيفا أن اتهام أولمرت بالخيانة هو "تجاوز للخطوط ولقد شهد القاضي روزين على نفسه بانه قرأ الـ 19 رسالة التي كتبها في صالح رئيس الوزراء السابق قادة المؤسسات والجمعيات من أجل المحتاجين والناجين من الكارثة ممن ساعدهم، ولعل روزين قرأ الرسائل ولكن قلبه كان مغلقا.