أطلق ناشطون كويتيون وسماً "
هاشتاغ" على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تحت اسم #بيع_البدون_الى_دولة_عربية، كردة فعل على قرار اتفاق
الكويت مع دولة عربية لمنح "
البدون" جنسيتها.
وأثارت تصريحات مدير إدارة
الجنسية والجوازات، مازن الجراح الصباح، حول اتفاق الحكومة ممثلة بالجهاز المركزي، للمقيمين بصورة غير قانونية "البدون" ردود فعل واسعة من قبل "البدون" والحقوقيين والقانونيين والسياسيين.
وقال الصباح في لقاء مع قناة محلية كويتية إن هناك "اتفاقية مع دولة عربية لحل قضية "البدون" بالكويت عبر تجنيسهم بجنسيتها، وننتظر موافقة وتوقيع رئيس الدولة، ورئيس الحكومة، ورئيس البرلمان التابعين للدولة العربية لتكون قانونية".
وأوضح الصباح أن الكويت لا تعترف بمصطلح "البدون"، والمسمى القانوني لهذه الفئة من الناس هي "مقيمون بصورة غير شرعية".
وعبر الناشطون عبر الهاشتاغ عن رأيهم حول هذا القرار، إذ قال الناشط الإماراتي، حمد المزروعي: "رغم اختلافي مع البدون في أمور كثيرة إلا أن هناك من قدم للكويت أعمالا جليلة".
واعتبر الناشط حامد العلي هذا القرار ظالما إذ قال:
"يُعطى الطغاة بغير عدّ مالنا ** ويباعُ أبناء العمومة والدمِ
والقربُ للأشرار في أوطاننا ** والبعدُ للجار القريب المسلمِ".
وقال الناشط الكويتي، فيصل الفضلي ساخرا من القرار: "للبيع شايب من البدون، لديه خبره في حربين عربيتين ضد إسرائيل، بالإضافة لحرب تحرير الكويت، والبيع لأعلى سعر". وأضاف الفضلي:
"نبيع أرواحنا لجل الكويت ** واليوم جانا من يبيع فينا
صرنا تجاره وسلعة مالها بيت ** وإلي يتاجر بالبلد ما يبينا".
وفي السياق ذاته علق الناشط مشاري العنزي ساخرا "للبيع بدون مقبوض عليه بتهمة البحث عن الرزق". وتابع العنزي أنه "لا حل إلا بركعتين ترفع فيها يديك تدعو على كل من ظلمك، حيهم وميتهم، وعند الله تجتمع الخصوم".
فيما تساءل الناشط نصار الزيد بن جدي موجها كلامه للصباح: وماذا عن الكويتيين الذين لديهم أرحام بدون! ماذا ستفعل بهم يا مازن؟ هل ستبيع أرحامنا وتلقي بأحشائنا للخارج!".
وقال الناشط الكويتي، جاسم المنسي عن البدون إنهم "ماسكين الجيش والداخلية وبالأخير مزورون". معلقا على كلام الجراح بأن "البدون" لا يستحقون الجواز لأنهم "مزورون".
واعتبر الإعلامي الكويتي، محمد الدوسري أن هذا القرار فيه إهانة قائلا: "هذه إهانة كبيرة في حق البشر، وهذه كارثة لا تنتج إلا من مثل هذه الحكومة، ومثل هذا المجلس".
من جهته قال الكاتب والناشط الكويتي، باسل الزير إن "الحكومة تحاول تناسي جميع حقوق الإنسان، وتنسى من استوطنوا الكويت، وعاشوا فيها لسنين طويلة، وقد ماطلت جدا في هذا الموضوع، حتى أصبحت أعداد "البدون" هائلة، والحكومة غير قادرة على حل إشكاليات".
وأضاف الزير لـ"عربي21": أن "عدم إعطاء الحكومة للبدون الجنسية، هو بسبب ما تحمله من ميزات، ولاختلافها عن الجنسيات في البلدان الأخرى، إذ تدعم الحكومة المواطن الكويتي ماليا". وتابع الزير قائلا: "كثير من البدون قد منحوا الجنسية البريطانية، والكندية، ولكن كان ذلك مقابل دفع ضرائب أو الزواج من زوجة تحمل هذه الجنسيات".
وأردف الزير قائلا: "الحكومة تنفيهم بطريقة غير إنسانية، وبالتأكيد وراء هذا القرار صفقة بين الكويت، والدول العربية، وهذه القضية تكررت كما فعلت إسرائيل بالفلسطينيين سابقا".
"الجنسية ليست ورقة تمنح للمواطن، فالوطن هو المكان الذي تبني فيه، وتسكن فيه، ولا ننسى بأن كثيرا من "البدون" كانوا مدافعين عن الأرض في حرب الكويت، والآن تحاول الحكومة جاهدة أن لا تعطيهم الجنسية". بحسب ما وصف الزير.
ولم يكشف الصباح عن الدولة التي تسعى الكويت لتجنيس البدون بجنسيتها، وأوضح أن الجهاز المركزي، لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية هو من يتولى المفاوضات مع الدولة، وخصوصا رئيس الجهاز ناصر الفضالة.