أصدرت حركة
النهضة التونسية صباح الثلاثاء، بيانا يبين موقفها من الأحداث الجارية في
ليبيا، تم نشره على صفحة الحركة في "فيسبوك".
ويقول البيان إن العاصمة الليبية طرابلس، شهدت يوم الأحد 18 أيار/ مايو 2014، مثلما شهدت مدينة بنغازي يوم الجمعة 16 أيار/ مايو، "أحداثا خطيرة جدا، حيث استعملت القوة المسلحة في
محاولة انقلابية راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، واستهدفت الثورة ومؤسسات الدولة ورموزها".
وأدانت النهضة التونسية "بشدة المحاولة الانقلابية، وتستنكر كل استعمال للسلاح للتعبير عن الرأي أو الموقف السياسي"، بحسب البيان.
وحذرت الحركة "من عواقب الانتشار المفزع للسلاح في ليبيا الشقيقة، مما يجعل الأشقاء الليبيين مهددين بأبشع صور الاقتتال والحرب الأهلية".
وأكد بيان الحركة "أن الوفاء لثورة 17 فبراير يتم عبر حقن الدماء الليبية وتوفير شروط الهدوء والاستقرار والشروع فورا في حوار وطني يجمع الفرقاء بدون إقصاء ويفضي إلى المصالحة الوطنية الشاملة".
ودعت النهضة، في ختام البيان الموقع باسم "الشيخ راشد الغنوشي" رئيس الحركة، "كل الأطراف في الساحة السياسية الليبية إلى تحمل مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية لإنجاح المرحلة الانتقالية وإرساء دولة القانون والمؤسسات".
الغنوشي يدعو الفرقاء للتصالح
وكان زعيم حركة النهضة في تونس راشد الغنوشي، وجه في تصريحات إعلامية ليلة الاثنين، دعوة إلى الفرقاء السياسيين في ليبيا للتصالح.
وأوضح الغنوشي أن ما يحدث في ليبيا منذ يومين، وأدى إلى هدر عشرات الأرواح وإرعاب وتخويف الأطفال والنساء، لهو أمر "ناسف له" على حد تعبيره.
ودعا الغنوشي الليبيين إلى أن "يضعوا السلاح جانبا، ويعمدوا إلى الحوار الوطني الليبي الذي "تغيب فيه الأحقاد ويتم البحث عن توافقات".
وأمل في "أن يوفق الله أهلنا في ليبيا إلى ما يحب ويرضى، والله يحب لعباده الصلح"، قائلاً: "رجاؤنا من إخواننا في ليبيا الشقيقة أن يثوبوا إلى الصلح، والصلح خير".
قوى خارجية تعبث في ليبيا
وأشار الغنوشي إلى أن بعض
القوى الخارجية هي التي تغذي الصراعات في ليبيا، وقال: "لا شك في وجود قوى تسعى إلى الفتنة ولكن الليبيين لا يلبّون مطالب الخارج وإنّما يلبون مطالب الضعفاء والأطفال والنساء وكلّها مطالب تُجمع على الصلح".
وأضاف أن "الوطن يسع الجميع وستوجد حلول بالحوار الوطني، حلول يرضاها الجميع".
تأثيرات الأزمة على تونس
وبشأن تأثيرات الأزمة الليبية على الأوضاع في تونس، قال الغنوشي: "تونس هي بلد شقيق لليبيا، ولا يمكن أن تكون تونس آمنة إلا بأمن ليبيا وكذلك سعادة ليبيا هي من سعادة تونس".
وكشف الغنوشي أن "حوالي مليوني ليبي يتواجدون في تونس بسبب الأوضاع الأمنية في بلادهم". وقال: "نرجو أن يسود الحوار حتى يعود الليبيون المهاجرون في كثير من البلدان الأخرى إلى بلاد آمنة".
ولفت إلى أنه ما زال يبذل ما يستطيع ويتواصل مع كل الفرقاء بمجاميعهم الحزبية والثورية والقبلية، وأشار إلى أن هناك وفودا تزور تونس من ليبيا قادمة من ليبيا.
وأشاد الزعيم الإسلامي بالشعب الليبي، مؤكدا أنه شعب عاقل ومعتدل زمن الممكن أن يصل إلى الوفاق وأكثر منه إذا عوّلت الأاطراف على الحوار.
وكانت مليشيا "الصواعق" ونظيرتها "القعقاع"، التي تعمل لحساب اللواء المتقاعد خليفة حفتر، حاولت اقتحام مبنى البرلمان (المؤتمر الوطني العام)، يوم الأحد، بحسب وكيل وزارة الدفاع الليبية، خالد الشريف، الذي قال إن المحاولة لم تنجح.
وأعلنت وزارة الصحة الليبية الأحد، سقوط قتيلين خلال الاشتباكات الدائرة بين قوات الجيش ومسلحين، في طرابلس.
وتعيش مدينة بنغازي (شرق ليبيا)، منذ الجمعة الماضي، على وقع اشتباكات مسلحة بين قوات تابعة لقائد الانقلاب حفتر وبين مقاتلين من الثوار والإسلاميين، يتبعون لرئاسة الأركان بالجيش، في محاولة للسيطرة على المدينة، ما خلف (بعد دحر حفتر وميليشياته من بنغازي) 75 قتيلا و136 جريحا، بحسب وزارة الصحة الليبية.