وجه حقوقيون وكتاب وناشطون
سياسيون انتقادات حادة، بسبب ما اعتبروه "إخفاء للبرنامج الانتخابي" عن الرأي العام في
مصر، من قبل المرشح الرئاسي وزير الدفاع السابق، قائد الانقلاب عبد الفتاح
السيسي.
وكان السيسي، تحفظ خلال لقاء تلفازي مسجل أذيع الأسبوع الماضي، على الإفصاح عن تفاصيل مشروعات وخطط
برنامجه الانتخابي لدواع قال عنها "إنها تتعلق بالأمن القومي"، زاعما أن الدولة لا تفصح عن خططها التنموية السنوية أو الخمسية بشكل مفصل، وإنما تبوح بعناوين عريضة تمثل الأهداف العامة فقط، على حد تعبيره.
ورد السيسي، على تساؤل طرحه الفنان محمد صبحي، أثناء لقائه بالفنانين قبل أيام، حول برنامجه الانتخابي، بالقول: "أنا معنديش برنامج".
وفي مداخلة هاتفية لبرنامج "مباشر من العاصمة" على فضائية "أون تي في"، قال صبحي "الذي أيد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي": "أنا ضد المشير لأنه لم يقدم برنامجًا ورقيًا".
من ناحيته، أعرب برنامج "الحق في المعرفة وحرية تداول المعلومات"، التابع لمؤسسة حرية الفكر والتعبير، عن قلقه من تصريحات السيسي.
وقال في بيان: "إن الأمر يثير كل ما انتقدناه، وسنظل ننتقده في فلسفة تعامل مؤسسات الدولة مع المواطنين، القائمة على تلك العناوين العريضة، والأهداف الرنانة، دون التفاصيل التي لا تسمح بالرقابة والمحاسبة".
وأكد البيان أن ما يجب دعمه في ظل مرحلة تسمى بـ"فترة التحول الديمقراطي والعدالة الانتقالية" هو الدولة الرشيدة التي تتمتع بأعلى قدر من الإفصاح والشفافية والتشاركية في رسم السياسات، واتخاذ القرارات.
وشدد على أهمية المراجعة الحقيقية لمفهوم الأمن القومي، كأهم استثناءات الحق في الوصول للمعلومات وحرية تداولها، كي لا يكون فزاعة قابلة للاستدعاء وذريعة من قبل صناع ومتخذي القرار، دون ضوابط ومعايير واضحة ومحددة لاستدعائه، بحسب البيان.
ومن جهته، كتب الإعلامي جمال دياب مقالا في "المصري اليوم" الثلاثاء، بعنوان "أهلا بكم في برنامج "مفيش برنامج" مع عبد الفتاح السيسي"، قال فيه: "الرجل الذي سيقود المرحلة لسان حاله هو: من النهاردة ما فيش برنامج، أنا البرنامج. وهذا للأسف هو الواقع الأليم".
وأضاف دياب أن "شعبوية المشير الرئيس قائمة على حشد كراهية معظم فئات الشعب لتيار سياسي بعينه، وفي الوقت ذاته يتم استخدام الكثير من آليات الخطاب السياسي لهذا التيار.. فالمطروح من برنامج المشير الرئيس حتى الآن هو القيام بتنفيذ مشاريع ضخمة تحقق قفزة في الاقتصاد المصري (قفزة، نهضة، شكليات) ولكن هذا لن يحدث إلا بتعاون من أشقائنا العرب (تاني)، وأن يقوم المواطن المصري بالترشيد من نفقاته والتقشف (نأكل رغيف واحد أو نجلس في غرفة واحدة)، وأخيرا أن يقوم المصريون في الخارج بالمساهمة مع بلدهم (أنا سمعت الكلام ده فين قبل كده؟)".
وأضاف: "أنا مش قادر أديك.. قالها المشير الرئيس في أحد حواراته التليفزيونية، وهذه الجملة تلخص النهج الاقتصادي من ملامح (برنامج) السيسي. فهو لا يستطيع أن يعطي المواطن أي شيء، ولكن في المقابل يتوقع من المواطن أن يعطيه كل شيء كالمساهمة بالأموال أو العمل أكثر بمقابل أقل لصالح الوطن.. الشق الثاني من هذا (البرنامج) هو الحشد عن طريق استخدام خطاب وطني تستسيغه جموع الشعب العاطفية غير العقلانية من نوعية أن إرادة المصريين هي عصاتي السحرية لحل مشاكل الوطن".
وقال: "كان الأسهل أن يقوم القائمون علي حملة السيسي بطرح برنامج -أي برنامج- لأنه (أسهل من البرامج ما فيش) على حد تعبير عضو حملته، وكان مريدو السيسي سيقومون بالتهليل لهذا البرنامج كأنه أعظم شيء في الدنيا ثم يتم تناسيه بعد ذلك كعادة الوعود الانتخابية، أو كما قال صديق لي يقومون بإعلان أنه (زي ما الحب بييجي بعد الزواج.. فالبرنامج بييجي بعد الانتخاب!)".
وبينما انتقد حمدين صباحي، عدم طرح السيسي أي برنامج، وجهت ابنته سلمى، انتقادات للسيسي، إذ تساءلت على صفحتها على "فيسبوك" قائلة: "لكل صحابي مؤيدين السيسي، في الانتخابات الرئاسية.. إزاي ماعندكوش مانع تنتخبوا مرشح ماعندوش برنامج انتخابي؟ طب هتحاسبوه على إيه؟!".
وكان مصدر مسؤول بحملة السيسي، كشف عن أن الحملة قررت رفع البرنامج الانتخابي، الذي تم وضعه، الاثنين، على موقع جديد، لعدة ساعات، نظرا لتحديثه بعد سقوط بعض النقاط المتعلقة بالتنمية والطاقة، ونظرا للتقنية الضعيفة للموقع الجديد.