موريتانية تدلي بصوتها في الانتخابات الأخيرة - أ ف ب
أعلن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، مساء الجمعة، أنه تمكن من إقناع الحكومة المالية والحركات الأزوادية بالتوقيع على اتفاق بوقف إطلاق النار والدخول في جولة جديدة من المفاوضات، تفاديا لاندلاع حرب شاملة.
وتضمن الاتفاق الذي حصل "عربي21" على نسخة منه ضرورة العودة الفورية إلى اتفاق واغادوغو الموقع العام الماضي بين فرقاء الأزمة المالية، واستئناف المفاوضات بدعم وإشراف الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي الذي يتولى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز حاليا رئاسته.
ووقع الاتفاق على ورقة تحمل "رأسية" بعثة الأمم المتحدة في مالي (مينسما)، لكن كان من اللافت أنها تحمل عبارة "باماكو بتاريخ 23 مايو 2014"، علما أنها وقعت في كيدال بإقليم أزواد، بتاريخ الجمعة (24 مايو).
وقد أدلى الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد ورئيس المجلس الانتقالي لأزواد بلال آغ شريف، بتصريح عبر الهاتف لـمراسل "عربي21" أكد فيه استعداد الأزواديين الدائم للحوار، معبرا عن تقديره لأي جهد يجنب المنطقة حربا شاملة.
وقال آغ شريف في حديثه لـ"عربي21" إن المواجهات الأخيرة اندلعت بعدما تعرض متظاهرون أزواديون لقمع شديد على أيدي قوات مالية بمدينة كيدال، محذرا من استمرار تهميش الأقاليم الشمالية.
وأكد آغ شريف على ضرورة إشراك الأزواديين في تسيير الشأن العام، بما في ذلك القضايا السياسية والاقتصادية.
وقد انقسم المحللون بشأن أهمية الاتفاق الموقع بين الأطراف في مالي، بين من يرى أنه قد يكون بداية حقيقة لهدنة بإقليم أزواد قد تستمر لسنوات، فيما اعتبر آخرون أنه مجرد اتفاق شكلي وقع على عجل.
وقال المحلل السياسي وخبير الشؤون الإفريقية بلاهي ولد يحي لـ"عربي 21" إن الاتفاق الموقع بين أطراف الأزمة المالية يفتقد لمقومات الاستمرار وقد ينهار في أي لحظة، مضيفا أن شبح الحرب لا زال يخيم على المنطقة.
وقال ولد يحي، إن الظروف لم تهيأ بعد لحوار حقيقي بين الماليين والأزواديين، وإن الانقسام في البلاد وصل إلى مستوى يصعب احتواؤه بهذه السهولة، مضيفا أن الشارع المالي في باماكو غاضب جدا بعد ذبح حاكم مدينة كيدال على يد الأزواديين، فيما اشتعل الغضب وتأجج بإقليم أزواد بعد مقتل عناصر من الطوارق على أيدي القوات المالية.
أما المحلل السياسي، إمام الدين أحمدو فقد اعتبر أن الحكومة المالية في موقف ضعيف حاليا بعد انهيار معنويات الجنود جراء الهجمات القوية التي شنها مقاتلو الطوارق، وسترضخ لمطالب الأزواديين، وهو ما يعطي أملا بإمكانية نجاح الوساطة الموريتانية في وقف للحرب على المدى القريب على الأقل.