وصفت صحيفة "التايمز" الإجواء الاحتفالية التي رافقت عملية
الاقتراع في اليوم الأول للانتخابات الرئاسية في مصر، والمرشح فيها كل من وزير الدفاع السابق عبد الفتاح
السيسي واليساري
حمدين صباحي.
وأشارت الصحيفة إلى رجال ملثمين يحرسون مراكز الاقتراع، وأغانٍ في حب السيسي والتي انتشرت في مصر منذ الأطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي في العام الماضي.
وجاء في التقرير الذي أعده كل من بيل ترو، وكاثرين فيليب "جنود ملثمون كانوا يحملون الأسلحة الأتوماتيكية وقفوا خلف المتاريس التي أقيمت أمام مراكز الاقتراع في كل أنحاء مصر، في عاشر انتخابات تجري في مصر خلال الأربعة أعوام المضطربة، ويتوقع أن يتم انتخاب عبد الفتاح السيسي، قائد الجيش السابق رئيسا لمصر".
وأضاف التقرير "وقف داعمو السيسي المتقدو الحماسة أمام مراكز الاقتراع في وسط القاهرة وقبل ساعة من فتحها يرقصون على وقع الأغاني المؤيدة للجيش وأغاني البوب التي عادة ما تبث بشكل مستمر على الإذاعة المصرية منذ الإطاحة بمحمد مرسي العام الماضي".
ونقل التقرير عن المدرس عزام طابة قوله "مصر بحاجة لرجل قوي مثل السيسي"، وهو "رئيسنا" بدون انتخابات.
و"في المناطق التي تعتبر معاقل تقليدية للإخوان المسلمين، فالجو خافت والكثير من الذين ذهبوا لصناديق الاقتراع قالوا إنهم يشاركون على أمل أن تؤدي إلى الاستقرار، وانتعاش الاقتصاد الذي تحتاجه مصر بشكل ماس".. و"هناك البعض ممن صوتوا لصالح المرشح اليساري حمدين صباحي، والمنافس الوحيد للسيسي، وقالوا إنهم يفعلون هذا لاعتقادهم بإمكانية فوز صباحي، ولكن لحرمان السيسي من انتصار ساحق وتفويض عام يرغب بالحصول عليه".
وتعلق الصحيفة "لا أحد يشك بفوز السيسي ولا بحجمه، فهو لا ينافس صباحي، ولكنه يريد نسبة تتجاوز 52% التي حصل عليها مرسي في الانتخابات الرئاسية عام 2012".
وتشير إلى حجم المشاركة السابقة في الاستفتاء على الدستور التي لم تتجاوز 34% بالمئة، وتشير التقارير الشفوية والتقديرات أن نسبة المشاركة لم تتجاوز هذه النسبة في ظل غياب الشباب في اليوم الأول.
ومن بقي في بيته لم يفعل هذا، لأنه يقاطع الانتخابات التي دعا إليها معارضو السيسي، أو لعدم اهتمامهم بها بعد ثلاثة أعوام من الفرح الذي رافق الإطاحة بالرئيس حسني مبارك.
وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد دعت المصريين لمقاطعة الانتخابات التي وصفتها "انتخابات الرئاسة الملوثة بالدم" في إشارة لمذبحة رابعة العدوية والنهضة العام الماضي، والتي قتل فيها أكثر من 1400 معتصم سلمي. ودعت حركة 6 إبريل التي شاركت في اعتصام ميدان التحرير عام 2011 لمقاطعة الانتخابات أيضا.
وفي مدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية، وجد المعارضون للسيسي طريقة للتعبير عن معارضتهم من خلال وضع اللون الأحمر علامة الدم على صور، وفي بلدة مرسي في الشرقية العدوة والتي اعتقل فيها كل مؤيديه، كان مركز الاقتراع الذين يحرسه جنود مدججون بالسلاح خاليا من المقترعين إلا واحدا وهو علي زكريا (19) والذي قال "لا أستطيع القول إنني أمنح صوتي لصباحي هنا وإلا حصلت لي مشاكل"، وكان زكريا يتحدث تحت نقطة مراقبة يحرسها جندي يصوب رشاشا باتجاهه، ولم يكن الشاب مبتهجا بالتصويت حيث تساءل "لماذا لا يوجد إلا مرشحان اثنان فقط؟".
وفي سياق آخر اتهم أحد مسؤولي حملة صباحي الشرطة، بالسماح لمؤيدي السيسي بالحضور لمركز الاقتراع بارتداء قمصان تحمل صورته أو الاستماع لنغمات وأغان موسيقية في حب السيسي. وقال أحد مسؤولي الانتخابات في مقابلة تلفزيونية إن صوت الشخص لن يلغى لو رسم على قميصه قلبا فيه عبارة "أحبك".