ينظر الحرس الثوري
الإيراني للانتخابات السورية والانتصار المؤكد فيها للرئيس السوري بشار الأسد بمثابة تصديق للجهود الإيرانية العسكرية والمالية لدعم النظام السوري في الحرب الأهلية التي شردت نصف سكان البلاد تقريبا، وقتل فيها أكثر من 160 ألفا، واختفى مئات الألوف، وتركت معظم أجزاء البلاد في حالة من الدمار الكامل.
وتتعامل المعارضة السورية والدول الغربية والعربية الداعمة مع الانتخابات باعتبارها عرضا زائفا "وسخرية" من الديمقراطية. وبموجب نتائج الانتخابات فسيتولى الأسد الرئاسة لولاية جديدة مدتها سبعة أعوام أخرى.
وبحسب التفكير العسكري الإيراني فسيعزز فوز الأسد الجديد من موقع النظام الإيراني في المنطقة، مما سيعطي إيران القوة للدخول في محادثات مع الدول الغربية والإقليمية للتوصل لحل سياسي وإصلاح في سوريا حسب تقرير في صحيفة "فايننشال تايمز".
ونقلت الصحيفة عن حسين شيخ الإسلام، وهو مستشار بارز لرئيس البرلمان الإيراني قوله "لقد أعطينا قدر استطاعتنا للنظام السوري الاستشارة العسكرية حول الكيفية التي يكافح فيها الإرهاب والذين لا يهددون سوريا فقط بل وإيران"، مضيفا "ونتيجة لذلك أصبح الأسد قويا والإرهابيون ضعافا".
لكن المحللين من الجانب الإصلاحي في إيران يخشون من تدهور الوضع في سوريا بعد الانتخابات لشعور إيران بأنها انتصرت على حلفائها الغربيين والإقليميين خاصة السعودية وجهودها الدائبة للحفاظ على الأسد في السلطة. ونقلت عن ناصر هاديان، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة طهران قوله: "قد تشعر إيران الآن أنّ وقت المفاوضات الجدية حول مستقبل سوريا قد حان، لكن إعادة انتخاب الأسد سيعقد أي محادثات لتحقيق الاستقرار"، وأضاف "في الوقت الذي يشعر فيه الأسد بالقوة، ستحاول المعارضة السورية والداعمون الرئيسيون لها -خاصة السعودية- بحرف ميزان القوة، مما يعني موتا جديدا، ودمارا أكثر وتشريدا".
وتقول الصحيفة إن سوريا تحولت إلى ساحة حرب بالوكالة على السيادة الإقليمية بين إيران والسعودية، وبالإعتماد على الجماعات السنية والشيعية المتطرفة.
ويقول مسؤولون إن التدريب والدعم العسكري الذي قدمته إيران لحزب الله اللبناني قد ساعد على حرف ميزان الحرب لصالح الأسد. ويعتقد أن إيران قامت بتحشيد وتدريب عصائب الحق الشيعية العراقية كي تقاتل إلى جانب حزب الله.
وينفي المسؤولون العسكريون الإيرانيون إرسال مقاتلين لسوريا ولكنهم يعترفون بإرسال مستشارين عسكريين لمساعدة دمشق. ويؤكدون أن هناك عشرات الألوف من المتطوعين الجاهزين للقتال من أجل الأسد ونظامه إن احتاج.
ويقوم الحرس الثوري الإيراني بتحديد السياسة الخاصة بسوريا، حيث يأخذ قادته الأوامر مباشرة من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي. ونقل عن الجنرال حسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري في نهاية الأسبوع قوله إن إيران "وصلت مرحلة أنه لا يمكن حل مشكلة في المنطقة بدون أخذ مصلحتنا وإرادتنا بالاعتبار".
وحذر خامنئي يوم الإثنين أن "بعض دول المنطقة -في إشارة للسعودية وقطر- تقوم بدعم التكفيريين وجرائمهم في سوريا، وليس بعيدا أن تقوم هذه الجماعات بتهديد من يدعمونها".
وتحاول الحكومة المحسوبة على الإصلاحيين بقيادة حسن
روحاني -بدون نتائج واضحة- التخفيف من حدة التوترات الإقليمية وإعادة العلاقات مع الرياض.
والتقى روحاني يوم الأحد 1/6/2014 مع الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت في محادثات صورها الإعلام المحلي على أنها جزء من عمليات الوساطة للاتفاق مع السعودية حول سوريا.
وقال روحاني لأمير دولة الكويت "علينا أن نتعاون لقتال التشدد والإرهاب وتعزيز الوحدة بين الشعوب الإسلامية".